منهج النقد في علوم الحديث

نور الدين عتر ت. 1442 هجري
94

منهج النقد في علوم الحديث

الناشر

دار الفكر

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٠١ هـ -١٩٨١ م

مكان النشر

دمشق - سورية

تصانيف

لا يضره إلا إذا كثرت منه رواية المناكير ومخالفة الثقات وأقر ذلك الحافظ ابن حجر فقال: "وهو كما قال" (١). وهذا يدل على أن اختلاف ملحظ النقاد يؤدي إلى اختلافهم في الجرح والتعديل، لذلك قال الذهبي وهو من أهل الاستقراء التام في نقد الرجال: "لم يجتمع اثنان من علماء هذا الشأن قط على توثيق ضعيف ولا على تضعيف ثقة". أي لأن الثقة إذا ضعف يكون ذلك بالنظر لسبب غير قادح، والضعيف إذا وثق يكون توثيقه من الأخذ بمجرد الظاهر (٢). فاعرف هذه القيود التي ذكرناها لقاعدة تقديم الجرح، فقد زل كثير من الباحثين لغفلتهم عن التقييد والتفصيل، توهمًا منهم أن الجرح مطلقًا أي جرح كان، مقدم على التعديل مطلقًا أي تعديل كان من أي معدل كان في شأن أي راوٍ كان، فوقعوا بسبب ذلك في الخطأ (٣). بم يثبت تعديل الراوي وجرحه: يثبت تعديل الراوي وجرحه بعدة وسائل، تتحدث عن أهمها فيما يلي: ١ - أن ينص اثنان من أهل العلم على عدالته. وذلك باتفاق الجماهير من العلماء، قياس على التزكية في الشهادة حيث يشترط فيها اثنان.

(١) هدي الساري: ٢: ١٢٠. (٢) انظر شرح النخبة وقارنه بحاشية لقط الدرر: ١٣٦. (٣) انظر تفصيلها في الرفع والتكميل في مواضع متفرقة، وانظر تلخيصها في تعليقنا على علوم الحديث: ٩٩.

1 / 101