منهج النقد في علوم الحديث
الناشر
دار الفكر
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٠١ هـ -١٩٨١ م
مكان النشر
دمشق - سورية
تصانيف
فقال له أحمد: "ويحك! هذا نصيحة، ليس هذا الغيبة" (١).
وقال أبو بكر بن خلاد ليحيى بن سعيد: "أما تخشى أن يكون هؤلاء الذين تركت حديثهم خصماءك عند الله؟ ! ".
فقال: لأن يكونوا خصمائي أحب إلي من أن يكون خصمي رسول الله ﷺ. يقول: "لم لمْ تذبّ الكذب عن حديثي؟ ! " (٢).
ولولا ما بذله الأئمة النقاد في هذا الشأن من الجهود في البحث عن عدالة الرواة واختبار حفظهم وتيقظهم حتى رحلوا في سبيل ذلك، وتكبدوا المشاق، ثم قاموا في الناس بالتحذير من الكذابين والضعفاء المخلطين، لاشتبه أمر الإسلام، واستولت الزنادقة، ولخرج الدجالون (٣).
شروط الجارح والمعدل:
يجب أن تتوفر في الجارح والمعدل الخصال التي تجعل حكمه منصفا كاشفا عن حال الراوي، وهي:
١ - يشترط في الجارح والمعدل: العلم والتقوى، والورع والصدق، لأنه إن لم يكن بهذه المثابة فكيف يصير حاكمًا على غيره بالجرح والتعديل، وهو ما زال مفتقرا لإثبات عدالته! !
(١) الكفاية: ٤٥. والتدريب: ٥٢٠. (٢) الكفاية: ٤٤. والتدريب الموضع السابق. (٣) انظر التوسع في مشروعية الجرح والتعديل ومناقشة من اعترض على المحدثين في كتاب "الإمام الترمذي والموازنة بين جامعه وبين الصحيحين": ٢٣٥ - ٢٣٧.
1 / 93