منهج النقد في علوم الحديث
الناشر
دار الفكر
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٠١ هـ -١٩٨١ م
مكان النشر
دمشق - سورية
تصانيف
وسمى الحافظ ابن حجر كتابه في المصطلح: "نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر" وغير ذلك كثير يشهد لما قلناه.
والحاصل: أن هذه العبارات الثلاثة: "الحديث، الخبر، الأثر، تطلق عند المحدثين بمعنى واحد هو: "ما أضيف إلى النبي ﷺ قولا أو فعلا أو تقريرا أو صفة خلقية أو خلقية أو أضيف إلى الصحابي أو التابعي".
أم السنة: فالمحدثون يشملون بها الصفة، لكن الأصوليين لا يجعلون الصفة داخلة في مدلول السنة.
مثال القول: حديث: "إنما الأعمال بالنيات" (١).
ومثال الفعل: قول عائشة في صيامه ﷺ للتطوع: "كان يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم" (٢).
ومثال التقرير: حديث ابن عمر قال النبي ﷺ لنا لما رجع من الأحزاب: "لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة" فأدرك بعضهم العصر في الطريق فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتيها، وقال بعضهم بل نصلي، لم يُرِدْ منا ذلك، فذكر للنبي ﷺ فلم يعنف واحدا منهم (٣). فهذا هو التقرير أو الإقرار. يعني: أن يُخْبَرَ النبي ﷺ بشيء أو يحدث أمامه، فلا ينكره ﷺ.
_________
(١) أخرجه البخاري في أول صحيحه، ومسلم في الإمارة: ٦: ٤٨.
(٢) البخاري: "صوم شعبان": ٣: ٣٨، ومسلم: "صيام النبي ﷺ" "٣: ١٦٠ - ١٦١".
(٣) البخاري بلفظه في صلاة الخوف: ٢/ ١٥، ومسلم في المغازي: ٥: ١٦٢.
1 / 29