منهج الأشاعرة في العقيدة - تعقيب على مقالات الصابوني
الناشر
الدار السلفية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٧ هـ - ١٩٨٦ م
تصانيف
وَقد ترْجم الْحَافِظ الذَّهَبِيّ- ﵀ فِي الْمِيزَان وَغَيره للرازي والآمدي بِمَا هم أَهله، ثمَّ جَاءَ ابْن السُّبْكِيّ- ذَلِك الْأَشْعَرِيّ المتعصب - فتعقّبه وعنّف عَلَيْهِ ظلما. ثمَّ جَاءَ ابْن حجر- ﵀ فألف لِسَان الْمِيزَان فترجم لَهما بطبيعة الْحَال- نَاقِلا كَلَام ابْن السُّبْكِيّ ونقده للذهبي (١) - وَلم يكن يخفى عَلَيْهِ مكانتهما وإمامتهما فِي الْمَذْهَب كَمَا ذكر طرفا من شنائع الأرموي ضمن تَرْجَمَة الرَّازِيّ.
فَإِذا كَانَ موقف ابْن حجر لِأَن موقفه هُوَ الَّذِي يحدد انتماءه لفكر هَؤُلَاءِ الْقَوْم أَو عَدمه؟ إِن الَّذِي يقْرَأ ترجمتيهما فِي اللِّسَان لَا يُمكن أَن يَقُول إِن ابْن حجر على مذهبهِما أبدا، كَيفَ وَقد أورد نقولًا كَثِيرَة موثقة عَن ضلالهما وشنائعهما الَّتِي لَا يقرها أيّ مُسلم فضلا عمّن هُوَ فِي علم الْحَافِظ وفضله؟.
على أَنه قَالَ فِي آخر تَرْجَمَة الرَّازِيّ "أوصى بِوَصِيَّة تدل على أَنه حسّن اعْتِقَاده".
وَهَذِه الْعبارَة الَّتِي قد يفهم مِنْهَا أَنَّهَا متعاطفة مَعَ الرَّازِيّ ضد مهاجميه هِيَ شَاهد لما نقُول نَحن هُنَا، فَإِن وَصِيَّة
_________
(١) تَرْجَمَة الرَّازِيّ: ٤/ ٤٢٦، والآمدي: ٦/ ١٣٤.
1 / 26