منهج الأشاعرة في العقيدة - تعقيب على مقالات الصابوني
الناشر
الدار السلفية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٧ هـ - ١٩٨٦ م
تصانيف
تَقول: "إِن مَذْهَب السّلف هُوَ مَذْهَب الْقُرُون الثَّلَاثَة"، وَبَعضهَا يَقُول: "إِنَّه مَذْهَب الْقُرُون الْخَمْسَة" (١)، فَمَاذَا بَقِي بعد هَذِه الْقُرُون؟
وَصَدقُوا فالثابت تاريخيا أَن مَذْهَب الأشاعرة لم ينتشر إِلَّا فِي الْقرن الْخَامِس إِثْر انتشار كتب الباقلاني (٢).
وَلَوْلَا ضيق المجال لسردت قَائِمَة متوازنة أذكر فِيهَا كبار الأشاعرة وَمن عاصرهم من كبار أهل السّنة وَالْجَمَاعَة الَّذين يفوقون أُولَئِكَ عددا وعلمًا وفضلًا، وحسبك مَا جمعه ابْن الْقيم فِي اجْتِمَاع الجيوش الإسلامية، والذهبي فِي الْعُلُوّ، وقبلهما اللالكائي.
أما عوام الْمُسلمين فَالْأَصْل فيهم أَنهم على عقيدة السّلف؛ لِأَنَّهَا الْفطْرَة الَّتِي يُولد عَلَيْهَا الْإِنْسَان وينشأ عَلَيْهَا الْمُسلم بِلَا تلقين وَلَا تَعْلِيم (من حَيْثُ الأَصْل)، فَكل من لم يلقِّنْهُ المبتدعة بدعتَهم ويدرِّسوه كتبهمْ فَلَيْسَ من حق أيّ فرقة أَن تدَّعيه إِلَّا أهل السّنة وَالْجَمَاعَة.
_________
(١) وَمِنْهَا شرح الباجوري - أَو البيجوري - على الْجَوْهَرَة ١/ ٨٢، طبعة مُحَمَّد عَليّ صبيح.
(٢) انْظُر الاسْتقَامَة:١٠٥ وَتبين كذب المفتري ابْن عَسَاكِر٤١٠ بتحقيق الكوثري.
1 / 23