وهذا لا ينبغي أن يقال إلا إذا كان الإمام مثل عمر بن عبد العزيز وإلا فيخشى أن يخرج من شاء ويبقي من شاء بحسب هوى نفسه وغرضه {قول النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته أخرجوا اليهود والنصارى} وهو وصية لأمته بما يفعلونه بعده من ذلك وجوازه متقرر قبل ذلك ألا ترى قوله تعالى {ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء} وذلك قبل موته صلى الله عليه وسلم بسنتين فلا يرد على قولنا أن الدين كمل في حجة الوداع وإنما هو تنفيذ ما تقرر جوازه وتحتمه بحسب ما علمه صلى الله عليه وسلم وعمل به عمر بعده فلا يجوز تغييره من الحجاز.
صفحة ٣٩