374

كتاب المناظر

تصانيف

[43] وإذا كان ذلك كذلك فليس يتحقق البصر ملاسة السطح إذا أدرك صقاله من بعد مقتدر معما قد تقرر في النفس أن الصقال قد يجتمع مع الخشونة، فليس يتحقق البصر ملاسة ما هذه حاله من السطوح إلا من القرب الشديد. والصور المصورة المشبهة بالمبصرات الخشنة السطوح التي تظهر خشونتها من البعد المقتدر ليس يدرك البصر ملاستها وصقالها إلا من القرب الشديد، وهو بعدها المعتدل الذي تدرك منه ملاستها. والبعد المقتدر الذي يدرك منه خشونتها الغليظة هو بعد خارج عن الاعتدال بالقياس إلى تلك الصورة. فالغلط الذي يعرض للبصر فيما يدركه من خشونة سطوح الصور المصورة التي يشبهها المزوقون بالبصرات الخشنة السطوح مع ملاسة سطوحها، إذا كانت على أبعاد مقتدرة ولم تكن شديدة القرب من البصر، إنما هومن أجل خروج بعد تلك الصور عن عرض الاعتدال الذي منه يدرك البصر ملاسة تلك الصور، الذي هو المسافة القريبة من البصر، لأن تلك الصور إذا كانت قريبة من البصر الذي هو بعدها المعتدل الذي يدرك منه ملاستها، أدرك البصر ملاستها على ما هي عليه ولم يدركها خشنة ولم يعرض له الغلط في خشونتها إذا كانت المعاني الباقية التي فيها في عرض الاعتدال.

.يب.

صفحة ٤٣٧