[33] ثم يعتمد المعتبر المسافة المستقيمة التي بين أحد الثقبين وبين الموضع الذي يصير إليه الضوء من ذلك الثقب فيقطعها بجسم كثيف: فإنه يجد الضوء يظهر على الجسم الكثيف ويبطل من الموضع المقابل لذلك الثقب. ثم يحرك هذا الجسم على سمت المسافة المستقيمة: فإنه يجد الضوء أبدا عليه. وقد يمكن أن تحد هذه المسافة بعود مستقيم ومسطرة طويلة وتلصق المسطرة بمحيط الثقب فتتحرر بها المسافة المستقيمة. ثم إذا رفع الجسم الكثيف الساتر عاد الضوء ال الموضع الذي كان فيه، وكذلك إذا قطع المسافة المستقيمة التي بين الثقب الأول الأعلى وبين أحد الثقبين من البيت الأول فإنه يجد الضوء يظهر على الجسم الذي يقطع تلك المسافة ويبطل من البيت الثاني، وإذا رفع الساتر عاد الضوء إلى موضعه. وكذلك إذا اعتبر الضوء الذي في الثقب الأخر في البيتين جميعا وجده على هذه الصفة. وإن ثقب في الحائط الثاني عدة ثقوب، وحرى في كل واحد منها أن يكون مقابلا للثقب الأول على استقامة وعلى مثل ما وصفناه في الثقبين المتقدمين، وجد في البيت الثاني أضواء متفرقة بعدد تلك الثقوب ومقابلة لها كل واحد منها مقابلا للثقب الأول الأعلى على استقامة.
[34] فيتبين من هذا الاعتبار بيانا واضحا أن الهواء المضي ء بضوء الصباح يخرج منه ضوء إلى المواضع المقابلة، وأن خروجه على سموت مستقيمة، وأن ضوء النهار المشرق على الأرض قبل طلوع الشمس وبعد غروبها إا هو ضوء يشرق عليها من الجو المضي ء بضوء الشمس المقابل لوجه الأرض . وإن اعتبر المعتبرالجو المضيء في سائر النهار أيضا بهذا الوجه من الاعتبار وجد الضوء يشرق منه على سموت مستقيمة.
صفحة ٨٨