وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى ... وأدمعي مستهلات وأدمعه
لا أكذب الله: ثوب الصبر منخرق ... عني لفرقته لكن أرقعه
وقال آخر:
تطوى المنازل عن حبيبك دائبًا ... وتظل تبكيه بدمع ساجم
ألا أقمت ولو على جمر الغضا ... قلبت، أو حد الحسام الصارم
كذبتك نفسك، لست من أهل الهوى ... تشكو الفراق وأنت عين الظالم
وقالت امرأة من كلب:
سقى الله المنازل بين شرج ... وبين نواظر ديمًا رهاما
فلو أنا نطاع إذا أمرنا ... أطلنا في ديارهم المقاما
فإني لا أنى ما عشت أهدى ... لها ولمن يحل بها السلاما
وما يغني السلام إذا نزلنا ... لوى لامٍ، ألام الله لاما
وقال إسماعيل بن يسار مولى قريش:
ما على رسم منزل بالجناب ... لو أبان الغداة رجع الجواب
غيرته الصبا، وكل ملثٍ ... دائم الودق مكفهر السحاب
دار هند، وهل زمان بهند ... عائد بالهوى وصفو الجناب؟!
صاح أبصرت أو سمعت براع ... رد في الضرع ما مرى في الحلاب؟
أقصرت شرتي، وولى شبابي ... واستراحت عواذلي من عتابي
وقال جميل بن معمر العذري:
إن المنازل هيجت إطرابي ... واستعجمت آياتها بجوابي
قفرًا تلوح بذي اللحين كأنها ... أنضاء وشم، أو سطور كتاب
لما وقفت بها القلوص تبادرت ... مني الدموع لفرقة الأحباب
وذكرت عصرًا يا بثينة شفني ... إذ فاتني، وذكرت شرخ شبابي
وقال الشريف الرضي ﵀:
أيا منازل سلمى أين سلماك ... من أجلها إذ أتيناها أتيناك
زرناك شوقًا، ولو أن النوى بسطت ... عرض الفلاة لنا جمرا لزرناك
وقال أبو الصفي رفاعة بن عاصم الثقفي:
أمنزلتي ثبجاء من بطن واسط ... إلى ذي الأراطي، كيف حالكما بعدي؟
تتابع أنواء الربيع عليكما=أمالكما بالمالكية من عهد؟ وقال آخر:
سقى الله باب الكرخ من متنزه ... إلى قصر وضاح، فبركة زلزل
منازل لو أن امرأ القيس حلها ... لأقصر عن ذكرى حبيب ومنزل
وقال كثير بن عبد الرحمن الخزاعي:
كأن لم تكن سعدى بأحياء غيقة ... ولم ترى من ليلى بهن منازل
ولم تتربع بالسرير ولم تكن ... به الصيف خيمات العذيب الظلائل
أبى الصبر عن سُعدى هوىً ذو علاقة ... ووجد بسُعدى شارك القلب قاتل
وقال جرير بن عطية:
خليلي هيجا عبرة أو قفا بنا ... على منزل بين البقيعة والحبل
فإني لباقي الدمع أن كنت باكيًا ... على كل دار حلها مرة أهلي
لعمرك لولا اليأس ما انقطع الهوى ... ولولا الهوى ما حن من واله قبلي
تريدين أن أرضى، وأنت بخيلة ... ومن ذا الذي يرضى الاخلاء بالبخل
وقال أيضًا:
حي المنازل بالبردين قد بليت ... للحي لم يبق منها غير أبلاد
(أبلاد) أي آثار:
ما كدت تعرف هذا الربع غيره ... مر السنين كما غيرن أجلادي
لقد علمت ... وما أخبرت عن أحد
أن الهوى بنقا البشرين معتادي
وقال عروة بن الورد:
ألم تعرف منازل أم عمرو ... بمنعرج النواصف من أبان؟
وقفت بها، ففاض الدمع مني ... كمنحدر من النظم الجمان
ولكن لن يلبث وصل حي ... وجدة وجهه مر الزمان
وقال حفص الأموي:
يا منزل الحي بالأجراع من لجب ... بادت معارفه في سالف الحقب
دار لأسماء إذ كانت تجاورنا ... والحبل، إذ كان منها غير منقضب
إذا تذكرت أهل الغمر ساعدني=موار دمع على الخدين منسكب
كانوا لنا جيرة حتى تخونهم ... دهر يفرق بين الجيرة الصقب
وغربتهم نوى عنا مطوحة ... ومن تغله النوى يشحط ويغترب
جاء الفراق ولم نلبس لبغتته ... ثوب العزاء، ولم نذهل عن الطرب
فنحن بين شج لم يقض عبرته ... وبين حران باكي العين منتحب
وقال جميل بن معمر:
أهاجتك المنازل والطلول ... عفون، وخف منهن الحمول
نعم، وذكرت دنيا قد تقضت ... وأي نعيم دنيا لا يزول
أسائل دار بثنة أين حلت ... كأن الدار تفهم ما أقول
وقال الشريف الرضي ﵁:
1 / 9