ألا يا اسلما يا أيها الطللان ... وإن هجتما عيني على الهملان
وهل دمع عيني اللجوجين راجع ... ليالي حل الحي هضب عران
كأن زمانًا حله الحي باللوى ... لوى ترمذاء لم يكن بزمان
ولم تغن في أيامه أحسن الغنى ... وشعبا جميع الشمل متفقان
إذا قلت: أنسى ذكر أسماء هيبت ... بقلبي دواعي حبها فعصاني
روى عن مويلك عن أبيه قال: قال لي سائب خاثر يوم الحرة: ألا أسمعك شيئًا قد صنعت؟ قلت: نعم، فغناني:
لمن طلل بين الكراع إلى القصر ... يغيب عنا آيه سبل القطر
إلى خالدات ما تريم، وهامد ... وأشعث ترسيه الوليدة بالفهر
فسمعت عجبًا معجبًا، ثم ذكر أهله وولده، فبكى، فقلت له: فما يمنعك منهم؟ قال: أما بعد شيء سمعته من يزيد بن معاوية فلا، ثم تقدم فقاتل بسيفه حتى قتل، وسائب خاثر: مولى بني ليث، اشترى عبد الله بن جعفر ﵄ ولاءه من مواليه، وقيل: اشتراه وأعتقه، فانقطع إلى عبد الله ولزمه، وهو أول من عمل العود بالمدينة، وغنى به.
وقال ذو الرمة غيلان بن عقبة بن مسعود:
لمية أطلال بحزوي دواثر ... عفتها السوافي بعدنا والمواطر
كأن فؤادي ... هاض عرفان ربعها
بها وهي ساق أسلمتها الجبائر
عشية مسعود يقول ... وقد جرى
على لحيتي من دمع عيني ماطر
:
أفي الدار تبكي أن تفرق أهلها ... وأنت امرؤ قد حلمتك العشائر؟
فلا ضير أن تسعبر العين إنني ... على ذاك
إلا جولة الدمع
صابر
فيامي هل يجزي بكائي بمثله ... إليك، وأنفاسي عليك زوافر
وإني متى أشرف إلى الجانب الذي ... به أنت من بين الجواب ناظر
وأن لا ينال الركب تهويم وقعة ... من الليل إلا اعتادني منك زائر
وقال عمر بن أبي ربيعة المخزومي:
بوجرة أطلال تعفت رسومها ... وأقفر من بعد الأنيس قديمها
تلوح على طول الزمان عراصها ... كما لاح في كف الفتاة وشومها
وقفت بها والعين شاملة القذى ... كعين طريف ما يجف سجومها
فذلك هاج الشوق من أم نوفل ... وذكرى لنفس جمة ما تريمها
فقد أدركت عندي من الود فوق ما ... تمنت بغيب أو تمنى حميمها
وقال آخر:
عفا من آل بلجاء الطلول ... وجد البين وانقطع الوسيل
وصاح بصرمها من بطن قو ... غداة البين شحاج حجول
من اللائي لعن بكل أرض ... فليس لهن في بلد قبول
يباصرن النوى فإذا اشمعلت ... بأهل الدار واقلولى الحمول
تبادرن الديار يمسن فيها ... وبئس من المليحات البديل
وقال طهمان بن عمرو:
ألا يا اسلما بالنير من أم واصل ... ومن أم جبر أيها الطللان
وهل يسلم الربعان يجرى عليهما ... صباح مساء دائم الهطلان
كفى حزنًا أني تطاللت كي أرى ... ذرى علمي دمخ فما تريان
كأنهما والآل يجري عليهما ... من البعد عينا برقع خلقان
ألا حبذا والله ... لو تعلمانه
ظلالكما يأيها العلمان
وماؤكما العذب الذي لو شربته ... وبي صالب الحمى إذًا لشفاني
وقال أبو الصفى رفاعة بن قيس:
سفى الله أطلالًا لبلجاء بالغضا ... كساها البلى والنأي لبدًا على لبد
وأيامنا اللاتي مضين بعاقل ... فغير ذميمات مضين ولا نكد
لقد كان لي ليل ببلجاء مرة ... قصير إذا ما الليل طال على الرمد
وقال زهير بن أبي سلمى:
لمن طلل برامة لا يريم ... عفا، وخلا له حقب قديم
تحمل أهله منه فبانوا ... وفي عرصاته منهم رسوم
يلوح كأنه كفا فتاة ... ترجع في معاصمها الوشوم
وقال كثير:
أمن طلل أقوى من الحي ماثله ... تهيج أحزان الطروب منازله
بكيت وما يبكيك من رسم دمنة ... أضر به جود الشمال ووابله؟
وحبك ينسيني من الشيء في يدي ... ويذهلني عن كل شيء أزاوله
سيهلك في الدنيا شفيق عليكم ... إذا غاله من حادث الدهر غائله
كريم يميت السر حتى كأنه ... إذا استخبروه عن حديثك جاهله
وقال ذو الرمة:
1 / 31