بالأخبار الصحيحة حتى اشتبهت على كثير من الناس إلا من كان عارفًا بطرق الصحيح، وعالما بالأصول المتقنة من تصانيف الأئمة المشهورين.
والضرب الثاني: أئمة الضلالة، وهم الذين قال الله فيهم: ﴿فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ﴾ ١، وقال: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنْصَرُونَ وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ﴾ ٢.
وهم قوم أجلاف زعموا أنهم لمن قبلهم أخلاف، وادعوا أنهم أكثر منهم في المحصول في حقائق المعقول، وأهدى إلى التحقيق وأحسن نظرًا منهم في التدقيق، وعابوا المتقدمين من السلف بأنهم لم يكونوا قوامين بطرق الجدال، فأبدلوا من الطيب خبيثًا ومن القديم حديثًا، وعدلوا عما كان عليه رسول الله ﷺ وبعثه به [٩٧/أ] .
فقال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ﴾ ٣، فوعظ الله ﷿ عباده بكتابه وحثهم على اتباع سنة رسول
_________
١ سورة التوبة /١٢.
٢ سورة القصص /٤٢.
٣ سورة البقرة /٢٣١.
1 / 88