129

منازل الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد

محقق

محمود بن عبد الرحمن قدح

الناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م

مكان النشر

الرياض

﷿ من الشبه بقدر عزته وتعالي صفته، لا يمتزج فيخلص أو يقبل الشبه فيقدس، لهذا لم يرد في خبر عن المصطفى ﷺ في صفة وصف بها الله ﷿ بلا مثل ولا تشبيه أو بلا كيف، لأن إثبات الصفة تقديس فلا يحتاج إلى التقديس قال الله تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ﴾ ١ فمن شبه الله أو صفة من صفاته بخلقه أو بصفات خلقه فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، ومن أنكر صفة] ١٠٩/أ [أثبتها الله أو رسوله ﷺ له فقد كفر بالله وبرسوله. فقال تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ...﴾ الآية. الكاف لتشبيه الصفات، والمثل تشبيه الذوات، فنفى التشبيهين كليهما عن نفسه فقال: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ أو ليس له مثل ولا كهو شيء، فمذهبنا إثبات الصفات من غير إفراط، ونفي التشبيه من غير تعطيل، والتمسك بالظاهر من غير تخليط، قال الشافعي ﵀: الظاهر أملك. والله أعلم. وأما الوجه الآخر:- فإخلاص العمل لله، وإقامة الوجه له، ونفي المراءاة والتسميع عن عبادته، ثم إفراده بالثقة والخوف والرجاء والتفويض والمحبة٢.

١ سورة النحل /١٧. ٢ وهو توحيد الألوهية أو توحيد العبادة: وهو إفراد الله ﷿ بالعبادة لا شريك له، وهو الذي خلق الله الجن والإنس من أجله قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾ وهو الذي أرسل الله به الرسل قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾، وهو التوحيد الذي أنكره المشركون ووقعت فيه الخصومة بين الرسل وأقوامهم. (ر: مجموع الفتاوى ١/٢٣ لابن تيمية، مدارج السالكين ١/٢١٥ لابن القيم) .

1 / 149