منار الهدى في بيان الوقف والابتدا
محقق
شريف أبو العلا العدوي
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م
مكان النشر
بيروت
تصانيف
علوم القرآن
عَلِيمًا تامّ: ومحل هذه الوقوف الأربعة ما لم يجعل الذين يبخلون مبتدأ وخبره إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ فإن كان كذلك لم يوقف عليها، لأنه لا يفصل بين المبتدإ وخبره بالوقف مِثْقالَ ذَرَّةٍ حسن، ومن قرأ حَسَنَةً بالرفع كان أحسن أَجْرًا عَظِيمًا حسن. وقال بعضهم: لا يوقف عليه لأن قوله فكيف توكيد لما قبله: معناه إن الله لا يظلم مثقال ذرّة في الدنيا فكيف في الآخرة إذا جئنا من كل أمة بشهيد عَظِيمًا حسن، ومثله: بشهيد شَهِيدًا كاف الْأَرْضُ جائز: إن كان ما بعده داخلا في التمني، وإلا فالوقف عليه حسن، قرأ نافع وابن عامر تسوى بتشديد السين، وقرأ أبو عمرو وابن كثير وعاصم بضم التاء وتخفيف السين مبنيّا للمفعول، وقرأ حمزة والكسائي بفتح التاء والتخفيف، وجواب لو محذوف تقديره لسروا بذلك حَدِيثًا تامّ تَغْتَسِلُوا كاف: أي لا تقربوا مواضع بالصلاة جنبا حتى تغتسلوا صَعِيدًا طَيِّبًا ليس بوقف لمكان الفاء، أو لما كانت الجمل معطوفة بأو صيرتها كالشيء الواحد وَأَيْدِيكُمْ كاف للابتداء بعده بإن غَفُورًا تامّ السَّبِيلَ كاف بِأَعْدائِكُمْ حسن وَلِيًّا جائز للفصل بين الجملتين المستقلتين نَصِيرًا كاف: إن جعل من
الذين خبرا مقدّما:
ويحرفون جملة في محل رفع صفة لموصوف محذوف: أي من الذين هادوا ناس أو قوم أو نفر يحرّفون الكلم عن مواضعه، فحذف الموصوف واجتزئ
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
جعل مرفوعا بالابتداء وخبره إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ لم يكن في هذه الوقوفات كاف ولا تامّ للفصل بين المبتدإ والخبر، بل كلها صالحة لبعد ما بينهما مِثْقالَ ذَرَّةٍ كاف عَظِيمًا حسن. وقال أبو عمرو: تامّ عَلى هؤُلاءِ شَهِيدًا كاف لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ صالح: إن جعل ما بعده داخلا في التمنى، وإلا فالوقف عليه حسن حَدِيثًا تامّ تَغْتَسِلُوا كاف، وكذا: أيديكم غَفُورًا تامّ السَّبِيلَ كاف، وكذا: بأعدائكم بِاللَّهِ وَلِيًّا جائز نَصِيرًا حسن. وقال أبو عمرو: كاف.
1 / 212