263

منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر (ع)

تصانيف

الردود

ذو القربى من الرسول وهو المخصوص بها دون سائر قريش لتخصيص النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اياه بذلك في قوله : (أوصيكم بحب ذي قرباها) ودليل على إرادة تقديمه على كل الأمة وتوضيح ذلك ان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حث الناس أولا على تقديم قريش والتعلم منها فدخل علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) في ذلك لأنه من ذروتها ، واولى الجميع بالعلتين المذكورتين اللتين لأجلهما امر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بتقديم قريش والتعلم منها ، وهما القوة والأمانة ، ثم خصص عليا ( عليه السلام ) بالوصية بحبه ووصفه بصفة اراد بها التعليل على تخصيصه دون قريش بوجوب الحب المراد منه المتابعة وهي صفة خاصة به ، فكان مفاد الحديث قدموا قريشا على كل الناس لقوتهم وامانتهم وقدموا عليا ( عليه السلام ) على قريش في المتابعة لأنه اقربهم إلي ، ثم اكد وجوب تقديمه بما ذكره من انه (لا يحبه الا مؤمن ولا يبغضه الا منافق)، الى آخر ما بينه من الأوصاف المؤكدة لوجوب تقديمه.

ومنه قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ): (ثم يدعي بعلي لقرابته مني ومنزلته عندي) (1).

ومنه قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ): (وانه ليس احد احق منك بمقامي لقدمك في الإسلام وقربك مني) (2) فصرحت هذه الأحاديث بان الوصية من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بحب علي ( عليه السلام ) وتقديمه على قريش وتقديمه في الدعوة مع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على غيره ، وان احقيته بمقام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دون غيره ، كل ذلك لقرابته منه فكان ذلك دليلا على ان الأقربية من الرسول (صلى الله

صفحة ٢٧٢