لقصورهم عن كثير من الصحابة في ذلك فضلا عن ان يوازنوا فيها امير المؤمنين ، ولم يكن احد منهم إماما بالنص عليه من الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) باتفاق الامة واقرار الخصوم ، واذا بطلت إمامة الكل ما خلا إمامنا عليا ( عليه السلام ) تعين ان يكون هو الامام بالضرورة لعدم جواز إمامته غيره ، وعدم جواز خلو الارض من امام وذلك هو المطلوب والمراد ، ولنختم هذا الفصل بايراد حديث شريف في هذا المعنى رواه الشيخان الجليلان محمد بن يعقوب الكليني ، ومحمد بن علي بن بابويه القمي واللفظ هنا لمحمد بن يعقوب قال قدس الله نفسه وطهر رمسه ابو محمد القاسم بن العلاء رحمه الله رفعه عن عبد العزيز بن مسلم قال كنا مع الرضا بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا فاداروا امر الامامة وذكروا اختلاف الناس فيها فدخلت على سيدي ( عليه السلام ) يعني الرضا فاعلمته خوض الناس فيه فتبسم ثم قال : (يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن آرائهم ان الله عز وجل لم يقبض نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى اكمل له الدين وانزل عليه القرآن فيه تبيان كل شيء بين فيه الحلال والحرام والحدود والاحكام وجميع ما يحتاج إليه الناس كملا ، فقال الله عز وجل ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) (1) وانزل في حجة الوداع وهي آخر عمره ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) (2) وامر الامامة من تمام الدين ولم يمض ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى بين لامته معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم وتركهم على قصد سبيل الحق واقام لهم عليا ( عليه السلام ) علما وإماما وما ترك شيئا تحتاج إليه الامة الا بينه فمن زعم ان الله عز وجل لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله ومن رد كتاب الله فهو كافر ، هل يعرفون قدر الامامة ومحلها من الامة فيجوز فيها
صفحة ١٦٩