فقال: ما هذا التكبير؟
قالوا: جاءت وفاة الحسن إلى معاوية وقد أذن للناس.
فقام فدخل عليه فوجده متهللا مسرورا فقال له: إن الحسن قد هلك.
قال ابن عباس: ولذلك كبرت، والله ما عجل لك ذلك ما تريد، ولا زاد في أجلك، ولا سد حفرتك، وإنك لصائر إلى ما صار إليه، ولئن كنا قد أصبنا به لقد أصبنا بأفضل منه رسول الله صلى الله عليه وآله ثم جبر الله تلك المصيبة.
فقال له معاوية: ما كلمناك يا ابن عباس إلا وجدناك معدا للجواب. وأخذ في الحديث (1).
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: «لما أسري بي إلى السماء سمعت معاوية يخطب على منبري فساءني ذلك فأنزل الله عز وجل: وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين (2)» (3).
[هند بنت عتبة]
وروى الكلبي عن أبي صالح والهيثم عن محمد بن إسحاق وغيره: أن معاوية كان لغير رشده، وأن أمه هند بنت عتبة كانت من العواهر المعلمات اللواتي كن يخترن على أعينهن، وكان أحب الرجال إليها السود ، وكانت إذا علقت من أسود فولدت له قتلت ولدها منه، ولما أسلمت وأنزل الله عز وجل: يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن (4) الآية،
صفحة ٢٤٠