وشهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ابن ثمان عشرة سنة، فانهضه رسول الله صلى الله عليه وآله إلى مبارزة أبطال قريش وصناديدها فقتلهم الله عز وجل بيده، وانهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه وآله يوم أحد ويوم حنين، وثبت بين يديه يقيه بنفسه ويدفع عنه بمهجته، وقتل الله عند ذلك أبطال المشركين بيده، واقتحم عمرو بن عبد ود العامري الخندق على رسول الله صلى الله عليه وآله فأنهض أصحابه إليه فأحجموا دونه، فبرز إليه علي عليه السلام فقتله الله بيده (1)، وكان واحد العرب نجدة وشجاعة لا تعدل العرب به رجلا منها.
وانهزم الناس عن خيبر فأنهض رسول الله صلى الله عليه وآله إليها عليا عليه السلام وهو أرمد وتفل في عينيه فبرئ وأعطاه الراية وقال- قيل: ذلك لما انهزم الناس عنها-: «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه» (2).
فأعطاها عليا عليه السلام ونهض فافتتح خيبر وأقلع باب حصنها بيده فألقاه، فلم يرفع بعد ذلك حتى اجتمع عليه أربعون رجلا (3).
وشهد له رسول الله صلى الله عليه وآله بالجنة في غير موطن، ولم يقدم عليه أحدا قط في بعث، ولا أخرجه فيه إلا كان هو المقدم على من معه.
صفحة ٢٠٩