المناقب والمثالب

القاضي النعمان ت. 363 هجري
140

المناقب والمثالب

تصانيف

بأمر رسول الله أول خافق

عليه لواء لم يكن لاح من قبل

لواء لديه النصر من ذي كرامة

إله عزيز فعله أفضل الفعل

عشية ساروا حاشدين وكلنا

مراجله من غيظ أصحابه تغلي

فلما تراءينا أناخوا فعقلوا

مطايا وعقلنا مدى غرض النبل

فقلنا لهم حبل الإله نصيرنا

وما لكم إلا الضلالة من حبل

فثار أبو جهل هنالك باغيا

فخاب ورد الله كيد أبي جهل

وما نحن إلا في ثلاثين راكبا

وهم مائتان بعد واحدة فضل

فيا للؤي لا تطيعوا غواتكم

وفيئوا إلى الإسلام والمنهج السهل

فإني أخاف أن يصب عليكم

عذاب فيأتي بالندامة والثكل (1)

[معركة بدر الكبرى]

ثم خرج أبو سفيان وعمرو بن العاص في جماعة من قريش إلى الشام في تجارة، واتصل خبر انصرافهم برسول الله صلى الله عليه وآله، فخرج إليهم وخرج معه من المهاجرين والأنصار من خف منهم للخروج، ولا يرون أنهم يلقون كيدا ولا يقابلهم أحد، لأن العير إنما كان فيها نحوا من أربعين رجلا من قريش، فخرج إليهم من المهاجرين والأنصار مع رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثمائة وأربعة عشر رجلا يتعاقبون الجمال معهم فرسان، واتصل الخبر بأبي سفيان فعرج عن الجادة وبعث رسولا إلى مكة يستنفر أهلها، فخرج أكثرهم ولم يبق من أشرافهم والمذكورين منهم أحد لم يخرج إلا أبو لهب فإنه تأخر، وأخرجوا معهم بني هاشم وبني المطلب كرها، وذلك أن أكثرهم كانت له في العير تجارة، فلما أتاهم الصريخ من أبي سفيان: أن محمدا وأصحابه قد قطعوا على أموالكم، نفروا بجماعتهم للحمية التي كانت فيهم، واستفزهم أولئك النفر من بني عبد شمس وبني أمية، فاختلفوا في زهاء ألف رجل بين راجل وراكب

صفحة ١٤٥