المناقب والمثالب

القاضي النعمان ت. 363 هجري
131

المناقب والمثالب

تصانيف

المهاجرون وآخى بين المسلمين وقال في ذلك وقد جمع المسلمين ، نعوذ بالله أن نقول عليه ما لم يقل «تآخوا في الله أخوين أخوين».

وأخذ بيد علي عليه السلام فقال: «وهذا أخي» (1).

وكانت لعلي عليه السلام من النصرة لرسول الله صلى الله عليه وآله والقيام معه ما يخرج عن حد هذا الكتاب ذكره، وقد ذكرت ونذكره فيه جملا من ذلك إن شاء الله.

[جعفر الطيار]

وأما جعفر بن أبي طالب وهو ذو الجناحين، فقد ذكرنا هجرته إلى الحبشة ونصرته لرسول الله صلى الله عليه وآله ودعاءه النجاشي إلى الإسلام حتى أسلم، وما كان من أمره هناك، وقد وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله يوم فتح خيبر من أرض الحبشة فقال صلى الله عليه وآله: «ما أدري بأيهما أنا أسر أبفتح خيبر أم بقدوم جعفر» (2) وضمه إليه وقبله بين عينيه وأرسله في غزاة مؤتة إلى الروم، وأمره على الجيش ولقى العدو المسلمين في جمع عظيم والمسلمون في قلة، وثبت جعفر عليه السلام وأخذ الراية فضرب عليها فقطعت يده، فأخذها باليد الأخرى فضرب عليها فقطعت يده، فاعتنق الراية وثبت مكانه حتى استشهد رحمه الله تعالى.

وقد ذكرنا كونه مع رسول الله صلى الله عليه وآله في أول وقت أوحى الله عز وجل إليه وقول جبرئيل فيه، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله. يقول: «خلق الناس من شجر شتى وخلقت أنا وجعفر من شجرة واحدة» (3).

صفحة ١٣٦