الشافعي: يا أبا محمد، من لم تعزّه التقوى فلا عزّ له، ولقد ولدت بغزة، ورُبِّيتُ بالحجاز، وما عندنا قوت ليلة، وما بتنا جياعًا.
وقال له المزني: مالك بد من إمساك العصا ولست بضعيف؟! فقال: لأذكر أني مسافر في الدنيا.
وقال الشافعي: خير الدنيا والآخرة في خمس خصال: غنى النفس، وكف الأذى، وكسب الحلال، ولباس التقوى، والثقة بالله على كل حال.
وقال للربيع: عليك بالزهد، فلَلزُّهد على الزاهد أحسن من الحلى على المرأة الناهد!.
وذكر عند الشافعي فهم القلب فقال: من أحبّ أن يفتح الله له قلبه أو ينوِّره، فعليه بترك الكلام فيما لا يعنيه، وترك الذنوب، واجتناب المعاصي، ويكون له فيما بينه وبين الله خَبِيَّةُ من عمل؛ فإنه إذا فعل ذلك فتح الله عليه من العلم ما يشغله عن غيره، وإن في الموت وذكره لأكثر الشغل.
وفي هذا المعنى يقول أيضًا: من أحبّ أن يفتح الله قلبه ويرزقه الحكمة - فعليه بالخلوة، وقلة الأكل، وترك مخالطة السفهاء وبعض أهل العلم الذين ليس معهم إنصاف ولا أدب.
وقال الشافعي للربيع: لا تتكلم فيما لا يعنيك؛ فإنك إذا تكلمت بالكلمة ملكتك ولم تملكها.
وقال ليونس بن عبد الأعلى: لو جهدت كل الجهد على أن ترضي الناس كلّهم فلا سبيل إليه، فإذا كان كذلك فأخلص عملك ونيتك لله ﷿.
* * *
ثم ذكر البيهقي باب ما يستدل به على تمكن الشافعي من عقله، وما يؤثر عنه من الآداب.
ذكر فيه من قول الشافعي هذه الكلمات:
المقدمة / 22