عن صدكم عن خلاف وصيه [و] أمينه ووزيره [و] أخيه ووليه أطهركم قلبا وأعلمكم علما وأقدمكم إسلاما وأعظمكم غناء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعطاه تراثه وأوصاه بعدته واستخلفه على أمته ووضع سره عنده فهو وليه دونكم أجمعين وأحق به منكم أكتعين شهيد الصديقين وأفضل المتقين وأطوع الأمة لرب العالمين سلموا عليه بخلافة المؤمنين في حيات سيد المسلمين وخاتم المرسلين [و] قد أعذر من أنذر وأدى النصيحة من وعظ وبصر من عمى وتعاشى ردى فقد سمعتم كما سمعنا ورويتم كما روينا وشهدتم كما شهدنا.
فقام عبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل فقالوا: اقعد يا أبي أصابك ألم أو أصابك جنة، قال [أبي]: بل الخبل فيكم كنت عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فألفى بكلام رجل أسمع كلامه ولا أرى وجهه فقال فيما يخاطبه: يا محمد ما أنصحه لك ولأمتك وأعلمه بسنتك؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أفترى أمتي تنقاد له بعد وفاتي؟ فقال:
يا محمد يتبعه من أمتك أبرارها ويخالف عليه من أمتك فجارها وكذلك أوصياء النبيين من قبل. يا محمد إن موسى بن عمران أوصى/ 51/ أ/ إلى يوشع بن نون وكان أعلم بني إسرائيل وأخوفهم لله وأطوعهم له فأمر الله أن يتخذه وصيا كما اتخذت عليا وصيا وكما أمرت بذلك فحسده بنو إسرائيل سبط موسى خاصة فغلبوه وعنفوه وشتموه ووضعوا أمره فإن أخذت أمتك بسنن بني إسرائيل كذبوا وصيك وجحدوا أمره وابتزوا خلافته وغالطوه في علمه.
صفحة ٢٢٧