169

وأصحاب الشعاع قالوا : إن الشعاع الخارج من العين على هيئة مخروط يكون رأسه عند العين وقاعدته عند المرائي ، وهذا (1) الشعاع في سهمي المخروط وهما يلتقيان (2) عند المبصر ويتحدان ، والأحول لا يلتقي سهما مخروطية على شيء واحد ، بل يرى الأشياء بطرف المخروط لا بوقوع السهمين عليه ، والطرفان متباينان فتباين مدركاهما.

والعذران عندي باطلان ، أما الأول فلأن الروح جسم لطيف فمن المتعذر بقائه في الملتقى دائما بحيث لا يتقدم ولا يتأخر فكان يجب حصول الحول لأكثر الناس في أكثر الأوقات.

وأما الثاني فلأن الطرفين إن اتحدا عند المرئي كان واحدا ، كما إذا اتحد سهما المخروطين ، وإن لم يتحدا كان المدرك بكل واحد منهما بعض المرئي لا المرئي نفسه.

** مسألة

قابلها لانطباع تلك الصورة مرة ثانية في العين.

وهذا خطأ ، والا لزم انطباع العظيم في الصغير ، ولأنه يلزم أن لا يظهر لون المرآة عند انطباع الصورة فيها ، كما أن الجدار اذا اخضر بالانعكاس لم يظهر لونه.

وأصحاب الشعاع قالوا : إنه يخرج الشعاع من العين ويلاقي المرآة وينعكس عنها الى ما يقابلها.

وهذا أيضا ضعيف لما مر.

** القول في بقية الإدراكات

في المشهور أن السماع إنما يكون بسبب تأدي الهواء المنضغط بين قارع ومقروع الى الصماخ.

صفحة ٢١١