155

** المقصد الثالث في ذكر أدلة فاسدة اعتمد عليها المتكلمون

فمنها الاستقراء ، وهو عبارة عن ثبوت الحكم في كلي لثبوته في أكثر جزئياته ، كمن يحكم أن كل حيوان يحرك فكه الأسفل لما استقرأه من أحوال الناس والدواب ، وجائز أن يكون ما لم يستقرأ بخلاف ما استقرئ ، فإن عمموا الجزئيات فهو استقراء تام يصح الاستدلال به في البراهين.

ومنها التمثيل ، وهو دعوى ثبوت الحكم في جزئي لثبوته في الآخر ، ويسمونه القياس واركانه أربعة (1): الأصل والفرع والعلة والحكم ونوع منه يسمى قياس الغائب على الشاهد ، وكثيرا ما يستدل به البصريون على مطالبهم ويستدلون على علية العلة التي لهم تارة بالدوران وتارة بالسبر والتقسيم (2).

وليس هو عندنا من الدلائل الحقة ، والدوران ضعيف فان كثيرا من المدارات ليست عللا للدائر معها كأجزاء العلل وشروطها وأحد المتضايفين مع الآخر ، والسبر والتقسيم ضعيف أيضا ، فإنه مبني على أن الحكم معلل وليس يجب تعليل كل حكم والا لزم التسلسل ، وعلى ثبوت (3) الحصر ، وعلى أن العلة ليست مركبة من قسمين من أقسامهم التي ذكروها أو ليست جزئي أحدها ، وعلى حصول الشرائط التي وجدت في الأصل ، وعلى ارتفاع الموانع التي يمكن وجودها في الفرع.

صفحة ١٩٧