من تكلم فيه وهو موثق ت الرحيلي
محقق
عبد الله بن ضيف الله الرحيلي
الناشر
-
رقم الإصدار
الأولي ١٤٢٦هـ
سنة النشر
٢٠٠٥ م
تصانيف
العلمية المعتبرة في هذا الشأن، كي أَستبين المنهج الصحيح السالم من الشطط والجور، والشدة والتساهل، وما يعتبر وما لا يعتبر من أقوال الرجال.
وللإمام الذهَبِيّ رسالة قيمة للغاية في ثقات الرواة الذين جُرحوا بما لا يؤثر، بَيَّن بمنهجه فيها متى يعتبر الجرح ومتى لا يعتبر في الراوي، لأسباب كثيرة يدركها من يطلع على الرسالة، وهي رسالة غير هذه الرسالة"١".
وكتب الجرح والتعديل تنقل كل ما قيل في الراوي جرحًا أو تعديلًا، لا ليؤخذ بكل ما قيل فيه، ولكن لينظر فيه بعين البصيرة والعدل، وإذا نظر الباحث في تلك الكتب فقد يرى في الراوي الواحد من الأقوال المتعارضة ما يَحَار فيه، فلا ينقذه إلا منهج صحيح يقتضي أَحيانًا أن يأخذ بالجرح وحده، ويقتضي أَحيانًا أن يأخذ بالتعديل وحده، ويقتضي أَحيانًا أن يأخذ بالجرح والتعديل معًا ولا تعارض.
وكان العدل في الحكم في الراوي هو هدف أئمة الحديث رحمهم الله تعالى، فحاولت أن أسلك طريقهم، فلم أعتبر في الجرح والتعديل قول المتشدد ولا قول المتساهل إذا خالفا غيرَهما، وكذا قول الضعيف يضعف الثقة، ونحو ذلك من القواعد المعتبرة المعروفة في مظانها.
وليس عدم اعتباري قول إمام في راوٍ ما، أو تنبيهي على تشدده في الجرح أو تساهله مثلًا -إسقاطًا لذلك الإمام، أو تضعيفًا له، أو طعنًا فيه، لكنه تحرِّي الحق والعدل، واعتبارٌ لمعنى النقص الملازم لبني آدم، -حاشا الرسل
_________
١ انظر موضوع الفرق بين الرسالتين، الآتي بعد.
1 / 6