وخبرني بكلامٍ تكلمت به عشيقته لما قُتل، تصفه به فيه: ما وجدتم حجزتَه جافية، ولا عانتَه وافية، ولا ضالته كافية.
الضالة: قوسٌ من شجر الضّال، وكافية: معوّجة. ومن قوله أنشدني ابن أبي خيثمة هذا الشعر له:
كلُّ امريءٍ بطوَالِ العيشِ مكذوبُ ... وكلُّ من غالبَ الأيامَ مغلوبُ
وكلُّ مَنْ حَجَّ بيتَ الله من رَجل ... مُؤدٍ فمُدْركُهُ الوِلدانُ والشيِبُ
وكلُّ حيٍّ وإن طالتْ سلامتُهم ... يومًا طريقتهم في الموتِ دُعبوب
بينا الفتى ناعمٌ راضٍ بعيشته ... تيحَ له من نوازي الدهر شؤبوب
وجنوبٌ أختهُ شاعرة محسنة، وفيه تقول ترثيه:
سألتُ بعمروٍ أخي صَحبَهُ ... فأفظعني حين ردّوا السؤالا
أُتيحَ له نَمِرا أجْبُلفنالا لعَمركَ منه مَنالا
فأقسمُ يا عمرو لو نبّهاك ... إذن نَبّها بِكَ داءً عُضالا
إذن نَبَّها ليثَ عرَّيسةٍ ... مُفيدًا مُفيتًا نفوسًا ومالا
١١ - عمرو بن هُمَيل اللحياني الهُذلي: من قوله:
ألا مَنْ مُبلغُ الكعبيَّ عني ... رسولًا أصلُها عندي ثبيتُ
١٢ - عمرو بن الحُرَّ بن مَنيغ بن سعْنَة الضبّي، مدح أباه فقال:
أبي مَدَحَ الأُدْمَ الهجانَ كأنّها ... ظباءُ الشّقيق زيّنتها الصرائِمُ
فمن يأتِها من عائلٍ يَلْق كسوةً ... ومَن يأتِها من جائعٍ فهو طاعمُ
١٣ - عمرو بن أُبَير التميمي السعدي، من قوله:
بني أسَدٍ إنّا تركنا سَراتكم ... غداةَ التقينا حولها الطير تحجلُ
ونحنُ طَعنّا مَعْقِلًا فكأنما ... هوى مِن هواء يوم ذلك مَعْقِل
فَظلّ مكبًّا والكتيبةُ حوله ... يَمُجَُ دمًا منه نياطْ وأَبْجَلُ
١٤ - عمرو بن أسود الضبّي القائل:
لهفَ نفسي على جَنابٍ إذا ما ... دُعِيَ النكِسُ للطِّعانِ فهابا
١٥ - عمرو بن أسود بن عبد الله بن سُعَيْدة التميمي الطُهَوي، يقول:
بشرقيّ سَلْمىَ من أميمةَ منزلٌ ... قديمٌ كعنوان الصحيفةِ طاسِمُ
١٦ - عمرو بن عَدي بن زيد العِبادي التميمي المَرَئِي، شاعرٌ، وهو صاحب النعمان بن المنذر الذي سعى إلى كسرى أبرويز في قتله متئرًا بأبيه، وهو الذي قال له وقد صار إلى باب كسرى فرآه واقفًا فقال: لئن سلمتُ لأُلحقنّكَ بأبيك. فقال له عمرو: امضِ نُعَيم فقد أخَّيْتُ لك آخيَّة لا يقلعها المُهر الأرِنُ: والإرَنُ: المَرَحُ والنشاطُ. فما أدخِل على كسرى أُرخِيتْ الستور في وجهه، وكان لا يقتل منْ عاينه فكلمه ثم أمرَ به إلى الحبس، فحُبِسَ بخانقين، ثم أمرَ بإلقائه تحت الفيلة فوطئته فقتلته، حدثني بذلك أبو جعفر أحمد بن عُبيد. وقد قال الأعشى يذكر النعمان:
هُنالِك ما أنجاهُ عزّة مُلكِه ... بساباطَ حتى مات وهو مُحَزْرَقُ
وقال فيه آخر: يريد كسرى:
هو المُدْخِل النعمانَ بيتاَ سماؤه ... بطون الفيول جوفَ بيتٍ مُسَودَبِ
١٧ - عمرو بن مَوْهَبة بن جَرّوَل النهشليْ الذي يقول:
كفرتُ عسى أن يجمع الله بيننا ... على مثلها والخيلُ تعدو ثِقالُها
١٨ - عمرو بن وَدْعان العُكّليْ، هو الذي يقول وأغارت عليه بنو عبسٍ فأخذوا زبيبة أمتَهُ السوداء أمّ عنترة بن شدّاد العبسي الفارس:
زبيبةُ ثأركم يا آل عبسِ ... وحقكم على بطلٍ خليع
خذلتُ بها ابنَ مخرومٍ برمحي ... وأولى لابن فاطمةَ الربيع
ولو أدركتُهُ لجرى إليه ... برمحي ناجزُ الموت السريعِ
الربيع بن زياد العبسي: ١٩ - عمرو البختري بن طرفة بن عمرو بن الحصين بن ربيعة بن جعدة، وهو البختري الجعدي. من قوله:
كأنَّ ديارَ الحيّ من طول عهدها ... بناصفةِ البُردَين أخلاقُ سندسِ
أسائِلُها فاستعجمتْ عن كلامنا ... وعيّتْ جوابَ السائل المُتنحِّسِ
وهو القائل لامرأته، أنشده الأصمعي: ولا تَنْكِحَي إنْ فَرَّقَ الدهرُ بيننا أغمَّ القَفَا والوَجْهِ، ليسَ بأنْزَعا
1 / 3