فالأولى كانت بتدوين كتاب الله من صحابة رسول الله، والثانية كانت بتدوين حديث رسول الله من تابعي صحابة رسول الله .
ولهذا فلم يكن لمرور القرون تلو القرون حتى عامنا هذا ونحن على رأس أربعة عشر قرنا من الهجرة لم يكن لها أي تأثير أي لم يكن لأحد أن يوجد تحريفا أو تغيرا في أي من ذلك إلا وكشف أمره؛ لأن الله سبحانه قد حفظ القرآن الكريم ولأن التدوين السابق للحديث قد صار معلوما وقد ابتدره المئات من رجال العلم والسنة بالتدوين والحفظ وما بقي على علمائنا اليوم إلا أن يدرسوا ذلك ويعملوا بالصحة والحق والعدل حتى يقرروا ما هو صحيح فيعمل به، وما هو غير صحيح فيكون توقيف العمل به في الحديث النبوي، ولذلك طرق معلومة ثابتة في مصطلح أهل الأثر.
وعلى جميع المسلمين الاعتراف للعلماء السابقين والكل يقولون: {ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم}[الحشر:10].
صفحة ٧٨