الشيعة وفرقها
الشيعة -كما في الملل والنحل- باعتبار حبهم لأمير المؤمنين علي كرم الله وجهه ثلاث فرق.
قال الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى في كتاب (الملل والنحل) : الشيعة ثلاث فرق هي: الزيدية، الإمامية، الباطنية.
ثم قال: فالزيدية منسوبة إلى الإمام زيد بن علي بجميع مذاهبه؛ في تفضيل علي -كرم الله وجهه-، واعتقاد أولويته بالإمامة، وقصرها من بعده في البطنين، واستحقاقها بالفضل والطلب، ثم افترقوا فمنهم جارودية وبترية، والجارودية منسوبة إلى أبي الجارود زياد بن منذر العبدي، أثبتوا النص على إمامة علي بالوصف دون التسمية.
إلى أن قال: وأثبتوا الإمامة للبطنين بالدعوة مع العلم والفضل.
إلى أن قال: أما البترية وأصحاب الإمام أبي حنيفة فذهبوا أن الإمامة شورى وتصح بالعقد، وفي المفضول، ويقولون بإمامة الشيخين مع أولوية أولاد علي عندهم، وسموا بترية لتركهم الجهر بالبسملة بين السورتين، وقيل: لما أنكر سليمان بن جرير البلخي النص على علي سماه المغيرة بن سعيد أبتر.
إلى أن قال: وانقسم المتأخرون إلى قاسمية وناصرية وكان يخطئ بعضهم بعضا حتى خرج المهدي أبو عبد الله (الداعي إلى الله) وألقى إليهم: أن كل مجتهد مصيب .
وأئمتهم هم المشهورون في كتب التاريخ بالفضايل وحسن السيرة وأكثر من أيدهم المعتزلة. انتهى .
وأحقية المذهب الزيدي تجعله الأجدر بالنظر، وبأن يكون هو المذهب الأرجح والأنصف لمن أراد أن يجمع بين أتباع المذاهب والطوائف الإسلامية في منهاج إسلامي واحد، ودستور إسلامي شامل، لا سيما في الأمور الاجتماعية والسياسية.
صفحة ١٧