وقد استغرب الناس كثيرا سكوت الحكومة الروسية عن محاكمة الفيلسوف أو نفيه، مع أنها حكمت أحكاما عديدة على تابعيه وتلاميذه وناشري كتبه، ولذلك أسباب عديدة، أهمها: علم الحكومة بوفرة عدد أتباعه، وكلهم من شبان الطبقة الراقية، فإذا ألحقت به أذى فإنها تثيرهم ضدها، وتكون سببا في إحداث ثورة عامة في أمهات المدن الروسية.
وقالت إحدى الجرائد الأجنبية إن الحكومة الروسية تركت الفيلسوف وشأنه ولم تلحق به أذى خشية من انتقاد أوروبا عليها التي تقدره حق قدره وتعده أعظم فيلسوف ظهر في هذا القرن.
قال بعضهم إن الحكومة خشيت بأس أقارب تولستوي العريقين في الحسب والنسب والقابضين على زمام الوظائف العالية في الحكومة الروسية، فضلا عما لهم من الأطيان الواسعة التي يقطنها ألوف من الفلاحين التابعين لهم وفي إمكانهم إثارتهم ضد الحكومة. وقالوا غير ذلك من الأقوال المتضاربة بهذا الشأن.
صفحة غير معروفة