وقال آخر: أنا شيطان البذخ ورفاه العيش.
وقال غيره: أنا شيطان الموضة والأزياء.
وصاح آخرون غير ذلك، وكانوا يتزاحمون ويتدافعون ليدنوا من بعلزبول.
حينئذ قال بعلزبول بصوت الرئيس الآمر: هل تظنون أني شيخ أحمق خرف حتى غدوت لا أدرك أن التعاليم الكاذبة الفاسدة انتشرت بين الناس انتشارا هائلا، وأن كل ما كان مضرا بنا أصبح نافعا لنا؟ قال ذلك وقهقه قهقهة دوت لها أركان المكان، ثم قال: يكفي الآن ما سمعته منكم، فأشكركم جميعا على ما أظهرتموه من الكفاية والأهلية والجهاد. ثم نفض جناحيه ونهض قائما على رجليه، فأحاط به الشياطين، وكان في مقدمة جناحهم الأيمن الشيطان ذو الوشاح مبتدع الكنيسة، وفي مقدمة جناحهم الأيسر الشيطان مبتكر العلوم، ثم مد كل شيطان رجله إلى الآخر فتشابكوا ببعض وألفوا حلقة كبيرة.
وجميع الشياطين جعلوا يدورون حول بعلزبول وهم يرقصون ويصيحون ويصفرون ويلوحون بأذنابهم.
ثم إن بعلزبول بدوره رفرف بجناحيه وجعل يرقص وسط تلك الحلقة، وكان يرفع رجليه إلى العلو حتى تلمسا كتفيه ورأسه، وكانت تتصاعد من فوقهم غوغاء أهالي جهنم المختلطة بالصراخ والبكاء والأنين وصرير الأسنان.
الخمر
للفيلسوف تولتسوي
إن مساحات شاسعة من الأرض كان يمكن أن يقتات منها مئات ألوف من العائلات الجائعة، الآن مزروعة تبغا وعنبا وشعيرا وحشيشة الدينار والبطاطس؛ لصنع النبيذ والجعة (البيرة) والعرق الروسي (فودكا)، وغيرها من المشروبات الكحولية.
وملايين من العمال الذين كانوا يستطيعون إبراز وعمل مصنوعات نافعة مفيدة، يعملون في معامل تقطير الخمور. ودلت الإحصاءات الرسمية على أن عشر العمال الإنكليز يشتغلون في معامل الخمر.
صفحة غير معروفة