وكان جان بعيدا عنها ثلاث خطوات، فدنا حتى وصل إليها؛ فقالت له بلهجة الهازئ: إنك إذا كنت قادما لتقتلني فقد عرفت أن تنتهز الفرص؛ فإن السير روبرت لم يعد بعد وكل من في القصر نيام.
وكان جان يتوقع أن تنذعر فإذا بها تهزأ به؛ فأجابها قائلا: لا أعلم. فإن حياتك وموتك منوطان بك.
قالت: إذا كنت مترددا فهلم نتباحث، فهل جئتني بأنباء عن اليبسي تلك المصرية الحسناء؟
فاتقدت عيناه ببارق من الغضب لهذه الذكرى وقال لها: إني عاهدت نفسي على أن لا أقتلك لأنك امرأة، ولكن موتك منوط بك، فإذا شئت حللت نفسي من هذا العهد.
فقالت ألن في نفسها: إن ليونيل لا يلبث أن يحضر فينقذني منه فلأماطل في الحديث، ثم أجابته قائلة: إني عرضت عليك الصلح فأبيت إلا الحرب.
وقد قالت هذا القول ونظرت إلى باب الحديقة، فأدرك جان معنى هذه النظرة وقال لها: إنك إذا كنت تنتظرين ليونيل فسيطول انتظارك لأني دخلت إلى هنا بمفتاحه.
فسال العرق البارد من جبينها وقالت: ألعلك قتلته؟ - كلا. ولكني أقسم لك إنه لا يحضر، فلا تعتمدي عليه. - والآن ماذا تريد مني؟ - أن تردي سينتيا. - من هي سينتيا؟ - لا يفيدك الإنكار ؛ فإني مستعجل. - إذن وضح ما تقول. - إنك اختطفت أختي في هذه الليلة. - أنا؟ - نعم أنت، وإن المركبة التي حملتها وقفت عند باب منزلك الصيفي. وقد فتشت هذا المنزل. - أوجدت فيه أختك؟ - كلا فهي هنا. - لا أفهم ما تقول؟
فقبض جان على عنقها بيديه وقال لها: سيان عندي أكنت مخطئا أم مصيبا؛ فإن موتك لا يستحق الندم.
ثم ضغط على عنقها؛ فحاولت أن تجرد خنجرها فلم تستطع، فقالت بصوت مختنق: كفى كفى ارحمني. - أتعترفين؟ - نعم.
فأفلت عنقها وقال: تكلمي.
صفحة غير معروفة