ثم نادى شمشون فأمره أن يذهب بأخته إلى ذلك المنزل، وبعد ساعة لبس خير ما عنده من الملابس وذهب إلى نادي الحسان.
الفصل الخامس
دهاء النورية
كان من نظام نادي الحسان الذي ذهب إليه جان أن لا يكون أعضاؤه إلا من صباح الوجوه ومن أشراف الفتيان.
وكان المركيز روجر من أعضائه؛ فأعد له أعضاء النادي حفلة تكريم بمناسبة عودته وانتصاره.
غير أن المركيز كان منقبض الصدر لما علمه من مزاحمة ليونيل له في حبه، فذهب إلى النادي، وبعد انقضاء الحفلة قاموا إلى موائد اللعب، وعرض أحد أعضاء النادي على المركيز أن يلاعبه؛ فرضي بشرط أن يلعبا على مقادير كثيرة؛ فإنه أراد أن يشغل نفسه بالمقامرة عما هو فيه.
ولم يكن لديه في محفظته غير ألف جنيه أوراقا مالية فخسرها بمدة وجيزة، ثم لاعبه مالدن فخسر كل ثروته، ثم لاعبه على قصر من قصوره فخسره أيضا.
وهنا امتنعا عن اللعب وقد اسودت الدنيا في عيني المركيز؛ إذ خسر كل ثروته، وحاول أن يخرج من النادي، ولكن عثمان تصدى له فأدخله إلى قاعة معتزلة وقال له: انتظرني هنا إلى أن أعود إليك.
ثم ذهب إلى خصمه في المقامرة وقال له: إن المركيز يريد أن يتنازل لك عن القصر الذي كسبته منه، فتعال معي كي نكتب لك صك التنازل.
فدخل الرجل وهو لا يعلم ما يضمر له جان، فأقفل جان الباب من الداخل، وأشار إلى الرجل أن يجلس أمامه، ثم أخذ من جيبه دفتر حوالات فكتب حوالة بخمسين ألف جنيه على أحد المصارف الكبرى، وقال له: إني أريد أن آخذ بثأر صديقي المركيز، فهل لك أن تلاعبني على المبلغ الذي كسبته منه؟
صفحة غير معروفة