فقال له السير روبرت: أراك شديد الكبرياء أيها الفتى.
قال: نعم، ويحق لي أن أتكبر.
وقد حاول أن يستمر في سيره فأوقفه السير روبرت وقال له: أرى أنك من طائفة النور الرحل، وأنك لم تقل لي هذا القول إلا لحقدكم علينا، ولكني لست ضابطا في الجيش ولا عضوا في مجلس اللوردية، أي إني لست من الذين طردوكم من لندرا، وما دام رفيقك قد تعب من حمل بنته فلماذا لا أحملها على جوادي وهو لا يتعب من حملها؟
ثم التفت إلى الرجل الكهل وقال له: هات بنتك وقل لي أين أضعها حين أصل إلى كلكوتا.
قال: تفضل يا سيدي، وضعها في الحانة الكائنة عند باب العاصمة؛ فإن صاحبها يعرفني ويعرف بنتي.
فأخذها فوضعها أمامه على الجواد وابتعد عنهما فقال الفتى لرفيقه: لقد أخطأت يا ناثائيل بما فعلت.
قال: الحق أنه إذا رضي أن يكفل بنتي ويتولى تربيتها يكون قد أحسن إلي غاية الإحسان.
قال: كيف ذلك؟ أتتخلى عن بنتك؟ - بملء الارتياح؛ فإنها سيئة الطباع تزهقني ببكائها من الصبح إلى المساء، وإني أصبحت مضطرا بعد موت أمها إلى أن أصحبها معي أين ذهبت، وفوق ذلك فقد حاولت أمس أن تخنق ذلك الكلب الصغير، وهو كل مورد رزقي كما تعلم. - لا تنس أني سأغدو يوما ملك النور. - ماذا تعني؟ - أعني أني في هذا اليوم أطردك أقبح طرد فإنك شر الآباء، ولا يليق بالطائفة أن تكون منها.
فضحك ناثائيل وقال: إني إذا لم أصلح أن أكون رئيس عائلة فلي صفات طالما شكرتني عليها الطائفة. - نعم أعلم أنك من كبار اللصوص، وأنك كنت تستعين بكلبك فتنهب مخازن المجوهرات في لندرا، ولكننا الآن في الهند، وأحب أن أعلم ماذا تريد أن تصنع في كلكوتا. - إني آت إليها لأعلم إذا كانت المجوهرات موفورة في مخازنها كما كانت في مخازن لندرا.
فنظر إليه الفتى نظر المحتقر وقال: أما أنا فلي غرض آخر من القدوم إلى كلكوتا. - ما هو غرضك؟ - هذا سر لا أبوح به، ولكني أخبرك كي لا ترهقني بالأسئلة أني قادم إليها للبحث عن كنز.
صفحة غير معروفة