وفي الساعة الثامنة من المساء احتفل بتشييع جنازة المركيز روجر دي إسبرتهون إلى مقبرة سانت جيل، حيث كان لأسرة إسبرتهون ضريح خاص.
وقد مشى في ذلك الموكب المهيب جميع نبلاء إنكلترا، وكان يتقدمهم اثنان مكشوفا الرأس؛ أحدهما ليونيل الذي أصبح الآن مركيزا، والثاني أعظم نبيل بعد الملك وهو البرنس دي غال.
وكان الناباب عثمان يسير بين أعضاء نادي الحسان وهو حزين القلب كاسف البال.
ووراء الجميع الطبيب بولتون. أما السير روبرت فالدن فلم يره أحد بين جموع المشيعين.
وقد وضعوا التابوت على بلاطة عند مدخل الضريح، وجعل كل من المشيعين يقف في دوره عند التابوت فينحني وينصرف، إلى أن جاء دور الطبيب فانحنى أمامه وقال بصوت منخفض: رحمك الله يا سير روبرت فالدن.
ذلك أنه كان قد قتله ووضعه في التابوت بدلا من روجر. •••
وكان رجل واقفا وراء شجرة كبيرة وهو متشح برداء كبير وقد قنع وجهه بقناع كثيف فلم يفته شيء من تفاصيل هذه الحفلة.
وقد مر الناس به، فكان يراهم من وراء مكمنه ولا يرونه، فرأى ليونيل يسير وهو يشهق بالبكاء، ورأى عثمان يسير وهو مطرق الرأس، ورأى البرنس دي غال يسير وإلى جانبه الدوق دي سومنرست، وسمع هذا الدوق يقول للبرنس: هل تصدقون سموكم ما أشيع من أن المركيز دي إسبرتهون كان من النور؟
فأجابه البرنس قائلا: لا أعلم إذا كان البرنس نوريا، ولكن الذي أعلمه أنه لو كان النور مثله لجعلتهم كلهم حين أصير ملكا من الأشراف.
فقال الرجل المقنع في نفسه: إنك شرفتني أعظم تشريف، وسأخدم عرشك بدمي.
صفحة غير معروفة