169

وذهب بولتون ففتح الباب وخرج إلى حيث كان ليونيل وأمه فقال له بصوت يتهدج من الحزن: إن قضاء الله لا يرد يا سيدي الكولونيل؛ فأنت الآن المركيز دي إسبرتهون، وستجلس في مجلس اللوردية.

وفي اليوم التالي غصت ردهات قصر إسبرتهون بالمركبات وغصت قاعاته الرحبة باللوردية وأشراف الإنكليز؛ فإن المركيز روجر دي إسبرتهون وقائد فرسان الملك قد أدركته الوفاة.

وكانوا قد وضعوه في القاعة الكبرى، وأقبل الأشراف يودعون جثته، وكان البرنس دي غال نفسه قد حضر مع جميع بطانته، وسمعه الناس يقول حين انصرافه: إن الملك فقد بفقده أبسل قواده، وأنا فقدت خير صديق.

وبعد انصراف البرنس أقفلت أبواب القصر، فقد انتهى عرض الجثة، وعند ذلك قال الناباب عثمان لليونيل: يجب أن تخرج من هذه القاعة يا سيدي المركيز.

قال: أأترك أخي كلا ... كلا.

قال: إن هذا لا بد منه، فقد دنا وضع الجثة في التابوت، وعادة الإنكليز أنهم لا يدعون أهل الميت يحضرون هذا المشهد الذريع.

فأكب ليونيل على وجه روجر ليعانقه، ويغسله بدموعه فنهض عثمان وأخرجه من القاعة.

وعاد إليها، فأشار إلى الكاهن أن ينصرف، فخرج ولبث عثمان وحده أمام روجر وهو يتحقق في وجهه ويقول: إني أعددت لك مستقبلا عظيما، ولكنك أبيت.

وعند ذلك فتح الباب ودخل منه الطبيب بولتون ووراءه رجلان يحملان التابوت وهما شمشون وذلك النوري حارس مقبرة سانت جيل.

فوضع عثمان أصبعه على فمه إشارة إلى السكوت، وسأله بصوت منخفض قائلا: أأعددت المعدات؟

صفحة غير معروفة