156

فابتسم الرجل وقال: أتحسب يا مولاي أن لي هذه السلطة؟ - دون شك. - ليس على سموكم، إلا أن يثق بي فيستطيع بعد ذلك الطواف في الشوارع حين يشاء وكما يشاء. - أحق ما تقول؟ - نعم يا مولاي. - كيف ذلك والدائنون يراقبونني ليل نهار، أيدعونني أسير دون اعتراض؟ - نعم يا مولاي. - إذن أنت من السحرة. - ربما. - إذا كان ذلك، فهبني شيئا من القوة، وثق أني لست ممن ينكرون الجميل. - أتثق بي يا مولاي؟ - كل الثقة. - إذن. تفضل بالذهاب معي.

وكانوا قد اجتازوا في تلك الساعة جسر لندرا، وعطفوا إلى الشوارع الكبرى الجميلة، فكان الرجل يسير في الطليعة مسرعا، والبرنس ودلتون يتبعانه.

وبعد ربع ساعة وصلوا إلى منزل جميل حسن الرواء، فوقف الرجل وقال: لقد وصلنا.

ثم قرع الباب ففتحته امرأة عجوز، وانحنت أمام الرجل بملء الاحترام، وقال البرنس في نفسه: لا شك أنه نبيل متنكر.

ثم دخل دلتون في أثره إلى المنزل، فاجتازوا رواقا، ثم صعدوا سلما، ففتح الرجل الباب وأدخلهما إلى قاعة كان يدل فرشها إنها غرفة أشغال.

وقد قدم كرسيا للبرنس ولبث واقفا أمامه باحترام، فضحك البرنس وقال له: لقد قلت لنا إنك ساحر، ولكني لا أجد في هذه الغرفة ما يحمل على الرعب.

قال: إن الطريقة التي سأرشد مولاي إليها تشبه السحر لبساطتها.

قال: ما هي؟

قال: إن الدائن يشبه الكلب الهائج، فإذا أعطيته لقمة سكت هياجه.

قال: إن الطريقة سهلة كما تقول، ولكن تنفيذها صعب؛ فإني لا أستطيع أن أعطي الدائنين شيئا.

صفحة غير معروفة