قال: إن أول شرط من شروط جمعيتنا أن يكون أعضاؤها من النبلاء، وأن يكون جميع الأعضاء متضامنين، فإذا دخل ذئب إلى قطيع يقتلونه ، وكذلك إذا دخل ذئب مزور بين النبلاء فقد وجب عليهم أنفسهم أن يقتلوه، وعلى ذلك فإذا ثبتت التهمة على المتهم أقترح أن يموت؛ فارتعش الحاضرون وجعلوا ينظرون إلى النعش الموضوع على المائدة وإلى الجلاد.
فقال الرئيس: إن البرهان موجود، إنما يجب قبل الحكم أن نعرض هذه الجريمة على العضو الجديد، أي على المركيز روجر، فمتى أبدى رأيه فتحت هذا الكتاب الثاني الذي ورد لي اليوم أيضا؛ فإنه يتضمن اسم هذا المزور، وهو موجود بين أعضائنا.
فصاح الجميع قائلين: هذا محال؛ فإننا نعرف أنفسنا.
قال: لا تعجبوا فقد أنبئوني بوجود براهين.
قالوا: إذن ليصدر الحكم في هذه الجلسة، وليتأهب الجلاد لإعدام الجاني، وعند ذلك طرق الباب ثلاث مرات، وذكر الطارق اسمه ففتح الباب، وكان هذا الداخل المركيز روجر نفسه؛ فوقف ينظر إلى تلك الوجوه المقنعة، وابتسم حين رأى النعش والجلاد.
فسأله الرئيس قائلا: من أنت؟
قال المركيز دي إسبرتهون: وإني قائد فرقة الفرسان. - ماذا تريد؟ - أريد التشرف بالانتظام في سلك جمعيتكم. - هل أنت نبيل؟ - نعم. - ألم تقدم في حياتك على ما يمس الشرف؟ - على الإطلاق. - حسنا فأجب الآن على هذا السؤال، وهو: ما يستحق الرجل الذي ينتحل لقب سواه ويعبث بأشراف الإنكليز؟ - إن هذا الرجل لا يمكن أن يوجد. - بل هو موجود. وتلا عليه الرسالة، فلما أتمها قال له روجر: إن هذا الرجل يستحق الموت.
قال: هو ذاك؛ فإن هذا النعش معد له، وهذا الجلاد الذي تراه سيقطع رأسه، والآن فاسمعوا الرسالة الثانية كي تعلموا اسم هذا المزور الذي حكمتم عليه:
منذ ثلاثة أيام عرضت امرأة نورية تدعى سينتيا شكواها إلى مدير البوليس، وادعت أنها بدلت طفلها بطفل ابن لورد إنكليزي ذكرت اسمه، فأصبح طفلها النوري ابن اللورد، وهو اليوم يعد من كبار النبلاء.
وهنا أوقف الرئيس التلاوة، وسأل روجر قائلا: ألا تزال مصرا أيها المركيز أن هذا المزور يستحق الموت؟
صفحة غير معروفة