وبكر فريزن إلى مكتب البريد في الصباح وسأل عن رسائل أو عن برقيات، وانتظر ساعة عسى أن تفد البرقية المرتقبة، ولكن لم يصل شيء.
وقابلته السيدة بقولها: يجب أن نفعل شيئا يا فريزن، وإلا فإني سأفقد عقلي!
فأجاب السياسي برزانة: سوف نفعل، بل ويجب أن نفعل، إنني قبل ذهابي إلى مكتب البرق كنت قد عزمت على أنه إن لم تصل منه برقية فإني أسافر إلى سيتجاند، فسيقوم بعد ظهر اليوم قطار إلى ستراسبورج في الساعة الثالثة، ومن هناك أستأجر عربة إلى سيتجاند، ثم أبحث عن مسكنها وأحضر جلالته معي ثانية إلى بادن بادن.
فقالت السيدة وكأنما أنقذت: أتريد أن تعمل هذا حقا يا فريزن؟
فأجاب وعلى شفتيه ابتسامة مشفقة: طبعا، إذ يجب أن يكون جلالته هنا قبل يوم السبت المقبل وإلا ...
فقاطعته في لهفة وأمل وقد عاد لون خديها شيئا ما: نعم، نعم، الحق معك. إنني ما كنت أظن أنك تفعل هذا من أجلنا يا عزيزي فريزن، أوه! لست أدري كيف أشكرك.
وسكتت لحظة ثم تكلمت وكان صوتها يهتز من أثر عاطفتها: لقد فكرت أنا نفسي في أن أذهب إليه، ولكني خشيت أن تسخر مني تلك الفتاة وأنا أقوم بدور الأم التي تريد أن تسترجع وليدها.
فأردف في ابتسامة: إنني لا أخشى هذا. - إنها سوف تقاومك بكل ما لديها من أسلحة. - إنني لن أتأثر بشيء منها. - وستعيد إلي لويس ثانية؟ - أعدك أنني سأفعل.
وبعد ربع ساعة كان الكونت قد ودع السيدة وانصرف وهي أهدأ بالا وأشد قوة وأملا، وقد تمنت له من صميم قلبها نجاح مهمته.
الفصل السابع
صفحة غير معروفة