ملحمة الجزائر: شرح تاريخي لإلياذة الجزائر لشاعر الثورة مفدي زكريا

سمير نور الدين دردور ت. 1450 هجري
10

ملحمة الجزائر: شرح تاريخي لإلياذة الجزائر لشاعر الثورة مفدي زكريا

تصانيف

اقترن إلقاء الإلياذة بالاحتفالات المخلدة للذكرى العاشرة لاسترجاع السيادة الوطنية، والذكرى الألفية لتأسيس مدينة الجزائر والمدية ومليانة على يد بلكين بن زيري.

ركزت الإلياذة على أهم المحطات التاريخية التي صنعت الجزائر، وبطلها ليس من وحي الخيال، وليس من أوهام وإبداعات الأسطورة، ولا من قبيل الرواية الشعبية المتواترة، ولا وجه للشبه فيها لإلياذة هوميروس ... إنما البطل فيها هو الشعب الجزائري في أوج تطوره وتنوع مشاربه العقدية والتاريخية والثقافية، عبر فترات تاريخية يمكن إجمالها بداية من العصور القديمة إلى العصر الوسيط، وصولا إلى العصر الحديث والمعاصر، ومحرك البطولة فيها هو مقوماته الإسلامية والأمازيغية والعربية، ودافع رفض الاستعمار والاستعباد في شتى صوره وأشكاله. لا مجال للتذكير أن التاريخ رغم تقسيماته، هو وحدة متواصلة وممتدة لا تصنعه الأمم المغيرة، ولا الدول المستعمرة، ولكن تصنعه الشعوب المقاومة والمكافحة من أجل صد العدوان في سبيل الحفاظ على مقوماتها واستعادة كرامتها وحريتها وسيادتها.

تختلج الدراسة التاريخية للإلياذة مسحة دلالية، أسهمت بشكل واضح وقوي في إعطاء الإلياذة حركية بطولية ورونقا بلاغيا أضفى عليها حلة جميلة منمقة بجميل الطبيعة، ومزينة بعبق التاريخ الذي لازم الألفية بطولة وأخلاقا. (2-1) المسحة الجمالية في الإلياذة

أخذ التصوير الجغرافي حيزا مهما في الإلياذة، وهو يحمل دلالة جمالية منبعها الوصف الطبيعي، ودلالة تاريخية مصدر طمع الأمم المستعمرة من الفينيقيين والقرطاجيين والرومان والوندال والبيزنطيين والإسبان والفرنسيين.

جزائر يا مطلع المعجزات

ويا حجة الله في الكائنات

ويا بسمة الرب في أرضه

ويا وجهه الضاحك القسمات

ويا لوحة في سجل الخلود

تموج بها الصور الحالمات

صفحة غير معروفة