ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل

أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي الغرناطي، أبو جعفر (المتوفى: 708هـ) ت. 708 هجري
133

ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل

الناشر

دار الكتب العلمية

مكان النشر

بيروت - لبنان

"وإن تغفر لهم " محذوف أى وإن تغفر لهم فإنهم عبادك ثم عطف عليه قوله: "فإنك أنت العزيز الحكيم " وأن المناسبة إنما تحصل بهذا التقدير؟. قلت: هنا خطأ من وجهين: توجيه المناسبة وتوجيه الإعراب أما المناسبة فقد تبينت على أتم وجه وأما الإعراب فيمتنع تقديره فيه على ما نبينه، ثم فى هذا المرتكب فساد المعنى إذ ليس الكلام واردا مورد الاستلطاف وقد بين، وأما امتناع ما اختاره فى الإعراب فمن وجهين: أحدهما التهيئة والقطع وهو متفق علي منافرته إذا أمكنت المندوحة والثانى وهو عاضد لهذا وقاطع فى المسألة وهو أن سيبويه ﵀ قد نص أن العرب لا تتكلم به الا فى الشعر قال فى باب الجزاء: "وقبح فى الكلام أن تعمل أن أو شئ من حروف الجزاء فى الفعل حتى تجزمه فى اللفظ ثم لا يكون له جواب فيجزم ما قبله ألا ترى أنك تقول: آتيك إن أتيتنى ولا تقول آتيك إن تأتينى الا فى الشعر لأنك أخرت إن وما عملت فيه فلم تجعل لها جوابا ينجزم بما قبله فهكذا جرى هذا فى كلامهم وقد زاد الإمام بسطا فى الكتاب " فهذا قاطع من سيبويه وقد تقدم قبله ما يحصل فى الكلام من التهيئة والقطع وهو كاف لاتفاق النحويين على قبح التهيئة والقطع ثم قد انضم إلى ذلك من نص سيبويه: ان العرب لا تتكلم بهذا فلا تأتى بكلام قد انجزم فيه الفعل بأداة الشرط ثم لا تأتى بجواب مجزوم فى اللفظ أما إذا أتيت بالفاء فى الجةاب فلا خلاف فى هذا كما فى الآية وعلى ما قاله سيبويه ﵀ كافة النحويين من متقدميهم ومتأخريهم فوضح خطأ هذا القول.

1 / 139