الصفحة الأولى من مخطوطة مسرحية «جلنار بين ثلاثة رجال».
ومن الكتابات المسرحية المجهولة أيضا لمصطفى ممتاز مسرحية «أصدقاء أم أعداء» - وهي الحادية عشرة في الترتيب - التي اقتبسها من الفرنسية هوراس ويجان، ومن ثم عربها مصطفى ممتاز، وأهدتنا صورة من نصها المخطوط، ابنة مصطفى ممتاز السيدة ابتسام. وهذه المسرحية - بناء على مخطوطتها - نزعم أنها عربت - أو بالأحرى ترجمت - عام 1920م؛ من أجل تمثيلها من قبل فرقة أولاد عكاشة. وربما حدثت بعض الظروف منعت تمثيلها بصورتها المترجمة، فأعاد ممتاز كتابتها بأسلوب الاقتباس وأطلق عليها اسم «المنافقين»، وتم عرضها عام 1920م، من خلال فرقة أولاد عكاشة، وقد تحدثنا عنها سابقا. وبسبب التشابه الكبير بين ترجمة مسرحية «أصدقاء أم أعداء» واقتباس مسرحية «المنافقين»، هذا التشابه الذي يصل إلى حد التطابق، قررنا عدم نشر مخطوطة مسرحية «أصدقاء أم أعداء» في هذا الكتاب، واكتفينا بنشر مسرحية «المنافقين»، باعتبارها المسرحية التي مثلت على خشبة المسرح، خلافا لمسرحية «أصدقاء أم أعداء» التي لم تمثل.
غلاف مخطوطة مسرحية «أصدقاء أم أعداء».
هذه تفاصيل كتابات مصطفى ممتاز المسرحية؛ التي استطعنا الحصول عليها؛ ناهيك عما عجزنا عن الوصول إليه، أو كتاباته الأخرى المجهولة والمفقودة؛ التي ربما يحصل عليها باحث آخر مستقبلا. ومسرحيات مصطفى ممتاز التي كتبت في الفترة من عام 1917م إلى عام 1923م؛ تجعل منه كاتبا مسرحيا مرموقا، وفق معايير كتاب المسرح في تلك الفترة. فمصطفى ممتاز باعتباره كاتبا مسرحيا، كان يقف على قدم المساواة مع كتاب المسرح المعاصرين له في هذه الفترة أمثال: إبراهيم المصري، وإسماعيل وهبي، وإلياس فياض، وأمين صدقي، وجورج طنوس، وحسن فايق، وخليل مطران، وعباس حافظ، وعباس علام، وعبد الحليم دلاور، وعبد العزيز حمدي، وعزيز عيد، وعمر عارف، وفرح أنطون، ومحمد تيمور، ومحمد عبد السلام الجندي، ومحمد عبد القدوس، ومحمد مسعود، ومحمود مراد، ويونس القاضي.
ومما يؤيد هذه المكانة أن أعظم الفرق المسرحية المصرية كانت تعرض مسرحياته؛ ففرقة أولاد عكاشة كان لها النصيب الأكبر في عرض مسرحيات مصطفى ممتاز، وكانت تعرضها وهي في أوج نشاطها الفني، بل كانت فرقة عكاشة في هذه الفترة من أكبر الفرق المصرية وأشهرها، وكانت الفرقة الكبرى الوحيدة في بعض الأحيان عندما كانت تعرض مسرحيات مصطفى ممتاز. فعلى سبيل المثال: عندما عرضت فرقة عكاشة مسرحيتيه «أنجومار»، و«الشريف الطريد» عامي 1917 و1920م، كانت عكاشة الفرقة الأقوى، التي لم تجد منافسة تذكر من قبل الفرق الأخرى أمثال: فرقة علي الكسار، وفرقة أمين صدقي، وفرقة نجيب الريحاني، وفرقة منيرة المهدية، وفرقة جورج أبيض.
وعندما مثلت فرقة عبد الرحمن رشدي مسرحية ممتاز «عبد الرحمن وعمر»، كانت أقوى فرقة على الساحة عام 1920م. كذلك الحال عندما مثلت فرقة رمسيس مسرحيته «المرحوم» - في أول موسم لها عام 1923م - كانت فرقة رمسيس طوفانا فنيا اجتاح الساحة المسرحية، ولم تقو أية فرقة مسرحية أخرى أن تقف في وجه هذا الطوفان فترة طويلة. وأخيرا نجد فرقة جورج أبيض عندما مثلت مسرحيته «إيفان» عام 1924م؛ كانت أهم فرقة مسرحية في هذا العام بالنسبة للفرق المسرحية الأخرى. وهذا الأمر إن دل فإنما يدل على أن الفرق المسرحية كانت تسعى لعرض أفضل النصوص المسرحية لأفضل الكتاب المسرحيين، الذي كان مصطفى ممتاز أحدهم. كذلك يجب الإشارة إلى أن معظم مسرحيات مصطفى ممتاز تم عرضها على خشبة أشهر المسارح المصرية في ذلك الوقت، وهو مسرح دار الأوبرا؛ دلالة على قيمة النص المسرحي، وأهمية الفرقة التي تعرضه.
وتأكيدا لقيمة كتابات مصطفى ممتاز المسرحية، وتهافت الفرق المسرحية عليها، وإقبال الجمهور على مشاهدتها، أنه في شهر أبريل 1923م فقط، عرضت أكثر من فرقة مسرحية نصوصا له. ففرقة رمسيس عرضت له مسرحية «المرحوم»، وعرض أعضاء النادي الأهلي الرياضي مسرحيته «عبد الرحمن وعمر»، وعرضت فرقة عكاشة مسرحيتيه «المنافقين»، و«الخطيئة».
44
وهذا الأمر تكرر أكثر من مرة؛ دلالة على أن مصطفى ممتاز كان في هذه الفترة كاتبا مسرحيا مرموقا، وظل هكذا حتى توقف عن الكتابة المسرحية.
45
صفحة غير معروفة