21
وأعادت الفرقة عرض المسرحية مرة أخرى في يونيو 1919، في تياترو برنتانيا.
22
ورغم إعادة العرض فإننا لم نستطع الحصول على أي نقد لها في تلك الفترة، بعكس ما وجدناه من مقالات نقدية كثيرة، لمسرحية «نيرون»، تأليف بترو كوستا تعريب حسن صديق، والتي عرضتها فرقة يوسف وهبي عام 1927.
23
في سبيل الهوى
انشغل لطفي جمعة عن الكتابة المسرحية، لمدة ست سنوات؛ لأنه لم يجد الحافز للكتابة. ولكن في عام 1925 فوجئنا بأنه ألف مسرحية جديدة أطلق عليها اسم «في سبيل الهوى». والمفاجأة تمثلت في أن هذه المسرحية، ما هي إلا إعادة صياغة لروايته القديمة «في وادي الهموم» المطبوعة عام 1905!
24
وتساءلت لماذا يقدم لطفي جمعة على إعادة صياغة رواية قديمة في ثوب مسرحي، وهو الأديب الموسوعي الغزير الإنتاج؟! وما الدافع إلى هذه العجلة؟ ألم يكن أمامه متسع من الوقت ليدبج بقلمه موضوعا مسرحيا جديدا؟!
والإجابة عن هذه التساؤلات تكمن في سطور خطاب أرسله لطفي جمعة إلى طلعت حرب عام 1925، قال فيه: «حضرة صاحب العزة محمد بك طلعت حرب، رئيس شركة ترقية التمثيل العربي، بعد التحية، أتشرف بأن أخبركم بما وصل إلى علمي من أنكم تطلبون روايات تمثيلية مصرية تتناول أخلاق هذه الأمة، وتقوم المعوج منها، وتصلح الفاسد من العادات الاجتماعية الشائعة في بلادنا، وعلمت أيضا أن عزتكم تتفضلون بمراجعة الروايات التي تقدم لكم بنفسكم لتبدوا فيها حكما عادلا بما ركز في طبعكم من أصول المعرفة بالفنون، لا سيما ولكم قدم راسخ في التأليف، وهذه طريقة أفضل من سواها وأضمن. ولما كنت شغفا بدرس أخلاق أمتنا المصرية، فقد وضعت رواية تنطبق على رغبتكم في خمسة فصول، سميتها «في سبيل الهوى»، وهي من الروايات الاجتماعية المعروفة بأوروبا بأنها
صفحة غير معروفة