راشل :
نعم ... وكان يبكي!
كيتي بل :
يبكي! ... كفى ولا تذكري شيئا من هذا أمام أحد من الناس ... وستذهبين إليه فتردين عليه كتابه إذا هو ناداك ... ولكن إياك وأن تزعجيه يا ابنتي ... ثم لا تقبلي بعد منه طريفة ولا هدية ... ألا ترين أنني لم أكلمه مرة واحدة وهو قد أقام هنا ثلاثة أشهر سويا ... ثم هذا أنت تتقبلين منه ... كتابا! كلا يا ابنتي ... ليس هذا محمودا منك ... اذهبي ... اذهبي فاعتنقي الأستاذ واهبطي بين ذراعيه ... اذهبي، فهو خير صديق أنعم الله به علينا (يجري الطفلان فيجلسان فوق ركبتي الأستاذ) .
الأستاذ :
أقبلا علي فاجلسا فوق ركبتي أنتما الاثنان ... ثم استمعا إلي جيدا ... اذهبا فقولا لوالدتكما الصغيرة الساذجة إنها تحمل بين جنبيها قلبا طاهرا مؤمنا، ولكنها بعد أشد طفولة منكما؛ لأنها لم تفكر رويدا فيما أمرتكما به ... إني أتوسل إليها أن تعلم أن رد الهدية إلى البائس الفقير الذي أهداها يكسر فؤاده ... ويجرح عزته ... ويذكره بؤسه ومحنته.
كيتي بل (وهي تثبت من مقعدها) :
آه ... أنه على حق ... نعم ... إنه على حق ... هاتي الكتاب يا راشل ... خليق بنا أن نحفظه يا طفلتي ... وأن نحفظه آخر الحياة ... إن أمك يا راشل قد أساءت وأخطأت ... إن صديقنا الأستاذ أبدا في جانب الحق (يبدو على الأستاذ التأثر فيقبل يدها) .
الأستاذ :
أي كيتي بل ... أي كيتي بل ... أيتها النفس النقية المعذبة ... لا تقولي هذا عني ... ليس في هذه الأرض شيء يقال له الذكاء الإنساني ... أنت ترين أنني إذا كنت الآن قد أصبت من ناحية، فقد أخطأت من الأخرى ... أكان خليقا بي أن أنبه الطفلين إلى هناة بدت من أمهما؟ أي كيتي بل ... ليس في الأرض أعطف من فؤادك الحار الفياض ... ولا أجمل من آهات نفسك الحنون المتواضعة (يسمعون صوتا عاليا يرتفع في غضب) .
صفحة غير معروفة