31
وتوالت بعد ذلك مقالات عباس حافظ النقدية المتعلقة بالمسرح، مثل مقالته النقدية عن مسرحية حسناء العرب لفيليب مخلوف، الذي امتدح أسلوبها العربي الرصين.
32
ومن الواضح أن روح النقد المسرحي عند عباس حافظ، لم تكن مقصورة على كتاباته الصحفية، بل كانت ملتصقة بعمله الوظيفي. ففي عام 1935 كان عباس حافظ يعمل رقيبا على النصوص المسرحية في قلم المطبوعات بوزارة الداخلية، وكان يكتب التقارير المتنوعة الخاصة بتصريح أو بمنع النصوص المسرحية من التمثيل على خشبة المسرح. والرقابة المسرحية - كما هو معروف - كانت قاصرة على رصد الموانع الرقابية المتعلقة بالأمور الدينية والأمن العام. ولكن عباس حافظ انتهج أسلوبا جديدا في الرقابة المسرحية، لم يكن معهودا من قبل، ويعتبر رائدا في انتهاجه.
ففي يناير 1935 تقدم إلى قلم المطبوعات - نائب مدير معهد التمثيل الشرقي - الكاتب سيد الجمل
33
بمسرحيته المؤلفة «نيران»،
34
من أجل التصريح بتمثيلها، وقام بقراءتها عباس حافظ - بوصفه رقيبا - وكتب تقريرا نقديا برفضها، لما بها من ركاكة وضعف بالغ في كل موضع بها، وليس لها أي مغزى، ومفتقدة للعقدة والحبكة المسرحية ... إلخ. ويختتم الرقيب الناقد تقريره بقوله: «فإن كان المراد من رقابة الروايات الاطمئنان المجرد إلى خلوها من أية فكرة خطرة على الأمن أو على النظام الاجتماعي فهذه من ذلك كله خالية. ولا مانع من ردها إلى المؤلف ليعالج إصلاحها إن استطاع. وإن كان غرض الرقابة سلامة ما يقدم إلى الجمهور والمخافة على ذوقه من الإفساد وحمايته من أن تكون تجارب المؤلفين المبتذلين على حسابه؛ فلست أرى وجها لإقرار هذه الرواية بحال.»
35
صفحة غير معروفة