Discoveries in the Judaean Desert
تعنى بها مطبعة جامعة أوكسفورد.
وفي ربيع السنة 1955 اهتدى العلماء الباحثون المنقبون إلى كهوف أربعة أخرى (السابع حتى العاشر) وذلك في الصخور المطلة على خربة قمران، ولكنهم لم يجدوا فيها سوى بعض فتات من الخزف تحمل بعض الألفاظ ونزر يسير من فتائت المخطوطات. وفي مطلع السنة 1956 عثر التعامرة على كهف في أقصى الشمال هو الحادي عشر، يوازي في أهمية محتوياته الكهفين الأول والرابع؛ فقد ظهر فيه درج صغير جميل يحتوي على جزء من كتاب اللاويين، ومقطوعات كبيرة من رؤيا أوروشليم الجديدة، ودرج من المزامير ونص لسفر أيوب بالآرامية.
9
كهوف المربعات
ولم ينفرد وادي قمران بالكهوف التاريخية؛ فقد عثر العلماء على عدد منها في وادي المربعات أيضا. ووادي أو «درجة» المربعات يقع على بعد خمسة وعشرين كيلومترا عن أوروشليم، إلى الجنوب منها، وعلى بعد خمسة عشر كيلومترا عن خربة قمران وواديها، إلى الجنوب الغربي منهما، وهو ينفتح على وادي التعامرة وينفذ معها إلى البحر في مضيق من الصخر كوادي قمران ووادي النار. وكان التعامرة قد حملوا إلى المؤسسات العلمية في بيت المقدس، في صيف السنة 1951، شيئا من المخطوطات من كهف في وادي المربعات، فأعد العلماء العدة لحملة علمية صغيرة، وقاموا إلى وادي المربعات في مطلع السنة 1952، فإذا بهم هذه المرة ينقبون في مجموعة من الكهوف تعلو سطح البحر الميت، وتعلو أيضا كهوف قمران، وتوازي بارتفاعها سطح البحر المتوسط، وهي تطل على واد سحيق ينخفض تحتها إلى عمق مائتين وخمسين مترا. وكهف المربعات الرئيسي وعر المسلك لما تساقط من سقفه وتهدم من جوانبه، طوله ستون أو سبعون مترا، وعرضه ثلاثة أو أربعة أمتار، وارتفاع سقفه ثلاثة أمتار، وأدى تساقط الصخور من سقف الكهف الثاني إلى سد مدخله، وقل الأمر نفسه عن الثالث وغيره.
وأشرف على أعمال هذه البعثة العلمية كل من المستر جيرالد هاردنغ
Gerald Harding
مدير العاديات آنئذ في شرق الأردن، والأب رولان دي فو رئيس مدرسة الأبحاث الكتابية الفرنسية في بيت المقدس، وأول ما لفت الأنظار من الناحية الأثرية صهريج للماء عند مدخل الكهف الأول يعود إلى العهد الروماني، ولكن أعمال الحفر في ركام هذا الكهف أظهرت بوضوح أنه آوى الإنسان منذ العصر الحجري الخالكوليثي؛ أي: منذ الألف الرابع قبل الميلاد (4000-3000ق.م.). فقد عثر المنقبون على فئوس وسكاكين ومكاشط وسهام حجرية، ومثاقب عظمية، وما هو أهم من هذه وتلك، على أدوات خشبية قلما تبقى شيء منها من هذا العصر البعيد في أي مكان آخر، وأهم هذه الأدوات الخشبية مساس حمار قد يظنه الناظر إليه لأول وهلة أنه أعد بالأمس، ومقبض مقشر لا يزال خشبه لماعا، ولا تزال سيوره الجلدية التي كانت تشد نصله الحجري محفوظة مرتبطة به، وعثر المنقبون في الكهف الثاني على إبرتين برونزيتين، وعل قارورة من الألبصطر الشفاف، وعلى خنفسة من الحجر الثمين تحمل زخرف عصر الرعاة؛ أي: زخرف القرنين الثامن عشر والسابع عشر قبل الميلاد.
مقبض المقشر وسيوره.
صفحة غير معروفة