المكاسب والورع والشبهة وبيان مباحها ومحظورها واختلاف الناس في طلبها والرد على الغالطين فيه

الحارث بن أسد المحاسبي، أبو عبد الله (المتوفى: 243هـ) ت. 243 هجري
68

المكاسب والورع والشبهة وبيان مباحها ومحظورها واختلاف الناس في طلبها والرد على الغالطين فيه

محقق

نور سعيد

الناشر

دار الفكر اللبناني

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٩٩٢

مكان النشر

بيروت

كسْرَى وَأَرْض بني صلوبا وَكَذَلِكَ فتح خَالِد بن الْوَلِيد وَأَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح وَيزِيد بن أبي سُفْيَان من أَرض دمشق وخثعم وَقيس ثمَّ أقرهم على الْكَنَائِس وَأوجب على الديارات ضِيَافَة من يمر بهم ثَلَاثَة أَيَّام وَأما مصر قلا يَشكونَ أَنَّهَا فتحت عنْوَة وفيهَا صوافي دولة بني أُميَّة ودولة بني الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب فقد امْتنع نَاس كَثِيرُونَ من أكل طعامها وَأما الطَّائِف فَإِن النَّبِي ﷺ قد أَقَامَ عَلَيْهَا حَتَّى افتتحها وَاخْتلف النَّاس فِي مَكَّة فَكَانَ الشَّافِعِي ﵀ يَقُول فتحت صلحا وأبى ذَلِك النَّاس فَقَالُوا عنْوَة وَدخل النَّبِي ﷺ مَكَّة وَقيل لَهُ أَيْن تنزل فَقَالَ (مَا ترك لنا عقيل من رباع) يَعْنِي أَن عقيلا ورث أَبَا طَالب فَهَذَا يدل على قَول الشَّافِعِي وَقد اتّفقت الْفرق فَكَانَ قَوْلهَا وَاحِدًا أَن مَا عمله السُّلْطَان مثل الْمَسَاجِد الجامعة والحصر فِيهَا فَالصَّلَاة عَلَيْهَا عِنْدهم جَائِزَة وَكَذَلِكَ حفر الْأَنْهَار والبرك والمصانع والآبار الَّتِي لَا يمْنَع مِنْهَا الْعَام وَالْخَاص وَالْمَشْي على الجسور والعبور على القناطر وَفِي الظلال وَفِي الْأَسْوَاق وَفِي الطّرق الَّتِي يصلحها الْأُمَرَاء وَهَذَا كُله مَا وجدنَا عَالما وَلَا ناسكا وَلَا متعبدا وَلَا متصوفا يجْتَنب شَيْئا مِمَّا قُلْنَا إِلَّا طَائِفَة غالطة قَالَت إِذا لم يعدل الإِمَام فِي الرّعية وَيقسم الْفَيْء بِالسَّوِيَّةِ وَيُعْطِي الْعَطاء وَيُسَوِّي بَين النَّاس فِي

1 / 105