مكارم الأخلاق لابن عثيمين
الناشر
دار الوطن
رقم الإصدار
الأولى
تصانيف
الله تبلغه الإبل لركبت إليه" ١، فإنه ﵁ قصد بذلك أمرين:
الأول: حث الناس على تعلم كتاب الله تعالى.
الثاني: دعوتهم للتلقي عنه.
والإنسان ذو الصفات الحميدة لا يظن أن الناس تخفى عليهم خصاله أبدًا، وساء ذكرها الناس أم لم يذكرها، بل إن الرجل إذا صار يعدد صفاته الحميد أمام الناس، سقط من أعينهم، فاحذر هذا الأمر.
والبغي: العدوان على الغير ومواقعه ثلاثة بينها الرسول ﷺ في قوله: "إن دماءكم، وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام" ٢، فالبغي على الخلق يكون في الأموال، والدماء والأعراض.
ففي الأموال: مثل أن يدعي ما ليس له، أو ينكر ما كان عليه، أو يأخذ ما ليس له، فهذا بغي في الأموال.
وفي الدماء: القتل فما دونه، كأن يعتدي على الإنسان بالجرح والقتل.
وفي الأعراض: يحتمل أن يراد بالأعراض: السمعة، فيعتدي
_________
١ أخرجه البخاري رقم٥٠٠٢ كتاب فضائل القرآن. مسلم رقم١١٥ كتاب فضائل الصحابة
٢ أخرجه البخاري رقم ١٧٣٩ كتاب الحج من حديث ابن عباس. والبخاري رقم ١٧٤١ كتاب الحج. ومسلم رقم ٢٩، ٣١ كتاب الحج من حديث أبي بكرة. ومسلم رقم ١٤٧ كتاب الحج من حديث جابر.
1 / 48