مكارم الأخلاق لابن عثيمين
الناشر
دار الوطن
رقم الإصدار
الأولى
تصانيف
ولهذا لما ذكر الله الميراث قال: ﴿مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ﴾ ١.
والحاصل أن من حسن الخلق: العفو عن الناس وهذا من باب بذلك الندى، لأن بذل الندى إما إعطاء وإما إسقاط، والعفو من الإسقاط.
ثالثًا: طلاقة الوجه:
وطلاقة الوجه: هو إشراقه حين مقابلة الخلق، وضدُّ ذلك عبوس الوجه. ولهذا قال النبي ﵊: "لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق" ٢. وقد روي عن ابن عباس ﵁ أنه سئل عن البر فقال: وجه طلق ولسان لين.
وقد نظمه بعض الشعراء فقال:
بني إن البر شيء هين ... وجه طليق ولسان لين
فطلاقة الوجه وتُدخل السرور على الناس، وتجذب المودة، والمحبة، وتوجب انشراح الصدر منك وممن يقابلك.
لكن إذا كنت عبوسًا، فإن الناس ينفرون منك، ولا ينشرحون بالجلوس إليك، ولا بالتحدث معك، وربما تصاب بعُقدٍ نفسيه، وربما تصاب بالمرض الخطير وهو ما يسمى بالضغط، فإن انشراح الصدر
_________
١ سورة النساء الآية: ١١.
٢ أخرجه مسلم رقم ١٤٤ كتاب البر والصلة. والترمذي رقم ١٨٣٣ كتاب الأطعمة مطولا.
1 / 29