المجروحين لابن حبان ت حمدي
محقق
حمدي عبد المجيد السلفي
الناشر
دار الصميعي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولي
سنة النشر
١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
قال أبو حاتم: قد أخبر عمر بن الخطاب أنه لم يتهم أبا موسى في روايته، وطلب البينة منه على ما أراد تكذيبًا له، وإنما كان يشدد فيه لأن يعلم الناس أن الحديث عن رسول الله ﷺ شديد، فلا يجيء مِن بعدهم مَنْ يجترىء فيكذب عليه ﷺ ويتقول عليه ما لم يقل حتى يدخل بذلك في سخط الله ﷿.
وهذان أو من فتشا عن الرجال في الرواية، وبحثا عن النقل في الأخبار، ثم تبعهم الناس على ذلك.
والدليل على صحة ما تأولنا فعلهما ذلك ما:
حدثني محمد بن عبد الرحمن السامي، قال: حدثنا علي بن الجعد، قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت ابن أبي ليلى يقول: كنا إذا أتينا زيد بن أرقم، فنقول: حدثنا عن رسول الله ﷺ فيقول: إنا قد كبرنا ونسينا، والحديث عن سول الله ﷺ شديد (١).
حدثنا أحمد بن علي بن المثنى بالموصل، قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاووس، عن ابن عباس، قال: إنا كنا نحدث عن رسول الله ﷺ إذ لم يكذب عليه، فلما ركب الناس الصعب والذلول تركنا الحديث عنه (٢)،
قال أبو حاتم: قد أخبر ابن عباس أن تركهم الرواية وتشديدهم فيها على أصحاب رسول الله ﷺ كان منهم ذلك توقيًا للكذب عليه من بعدهم، لا أنهم كانوا متهمين في الرواية على ما ذكرنا قبل، ثم أخذ مسلكهم واستن بسنتهم واهتدى بهديهم فيما استنوا من التيقظ في الروايات جماعة من أهل المدينة من سادات التابعين منهم سعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد بن
_________
(١) ورواه أحمد (٤/ ٣٧٠ و٣٧٠ - ٣٧١ و٣٧٢) وابن ماجه (٢٥) والرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص ٥٥٠) والطبراني في الكبير (٣٩٧٨) والخطيب في الكفاية (ص ١٧١).
(٢) رواه مسلم في مقدمة صحيحه (١/ ١٢ - ١٣).
1 / 39