180

رسائل الجاحظ

محقق

عبد السلام محمد هارون

الناشر

مكتبة الخانجي، القاهرة

سنة النشر

1384 ه - 1964 م

تصانيف

البلاغة

وكما جعل النبي أزواجه أمهات المؤمنين، وهن لم يلدنهم ولا أرضعنهم. وفي بعض القراءات: " وأزواجه أمهاتهم، وهو أب لهم " على قوله: " ملة أبيكم إبراهيم "، وجعل المرأة من جهة الرضاع أما، وجعل امرأة البعل أم ولد البعل من غيرها، وجعل الراب والدا. وجعل العم في كتاب الله أبا. وهم عبيده لا يتقلبون إلا فيما قلبهم فيه.

وله أن يجعل من عباده من شاء عربيا، ومن شاء أعجميا، ومن شاء قرشيا، ومن شاء زنجيا. كما أن له أن يجعل من شاء ذكرا ومن شاء أنثى، ومن شاء خنثى، ومن شاء أخرجه من ذلك فجعله لا ذكرا ولا أنثى ولا خنثى.

وكذلك خلق الملائكة، وهم أكرم على الله من جميع الخليقة. ولم يجعل لآدم أبا ولا أما، وخلقه من طين ونسبه إليه، وخلق حواء من ضلع آدم، وجعلها له زوجا وسكنا.

وخلق عيسى من غير ذكر، ونسبه إلى أمه التي خلقه منها.

صفحة ١٩٢