مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
تصانيف
ثم أكرم الله إبراهيم إذا جعل بقية الحق في أهله فقال: ?وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون?[الزخرف: 26 - 28]، والعقب: الذرية، فقال: ?لعلهم يرجعون?[الزخرف: 28]، فلم يرجع أحد من الأمم إلى الحق بعد إبراهيم صلى الله عليه - حين ضلوا بعد أنبيائهم - إلا بذرية إبراهيم، [ف]هي كلمة الحق التي جعلها الله باقية في عقبة.
وقال لنبيكم: ?إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينتة على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليما?[الفتح: 26] وقال: ?ألم تركيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء?[إبراهيم: 24 - 27]، وقال: ?ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل?[الفتح: 29]، فقد ضرب الله لكم الأمثال في التوراة والإنجيل وفي كتابكم، فكانت ذرية إبراهيم وإسماعيل وإسحاق.
صفحة ٩٦